انطلاق أعمال الجمعية العامة للسينودس بمداخلتين للأمين العام الكاردينال غريك والمقرر العام الكاردينال هوليريش
عقب افتتاح قداسة البابا فرنسيس الأربعاء ٢ تشرين الأول أكتوبر الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة حول السينودسية، افتتح الأمين العام للسينودس الكاردينال ماريو غريك أعمال الجلسة الأولى مُرحبا في البداية بالحاضرين لعودتهم للاجتماع في قاعة بولس السادس عقب الدورة الأولى التي عُقدت العام المنصرم. وأكد الأمين العام التفكير بشكل خاص في الأخوة والأخوات القادمين من مناطق نزاع وتوقف في كلمته عند تزامن الجمعية العامة للسينودس مع حروب تدور في مناطق كثيرة من العالم، كما ونجد أنفسنا اليوم على شفا تصاعد خطير للنزاع. وتساءل الكاردينال غريك: كم من الأجيال يجب أن تمر بعدْ قبل أن تجلس الدول المتحاربة معا للتحدث وكي تبني معا مستقبل سلام. وتابع قائلا حول المشاركين في السينودس القادمين من مناطق نزاع تشهد انتهاكات للحقوق الإنسانية أن بإمكاننا من خلال أصواتهم الإصغاء إلى صرخة وبكاء مَن يعانون بسبب القنابل، وخاصة الأطفال الذين يتنفسون أجواء كراهية. وأكد في حديثه أننا كمؤمنين مدعوون إلى التطلع إلى والصلاة من أجل عطية السلام الثمينة لجميع الشعوب.
وإلى جانب الصلاة تحدث الكاردينال ماريو غريك عن الحاجة إلى تقديم شهادة ذات مصداقية، وقال إن الجمعية العامة للسينودس هي في حد ذاتها مثل هذه الشهادة، فواقع أن يجتمع رجال ونساء من جميع أنحاء العالم للإصغاء إلى الروح القدس وإلى بعضهم البعض هو علامة تناقض مع هذا العالم، قال الأمين العام وأضاف أن كنيسة سينودسية هي اقتراح لمجتمع اليوم وأن التمييز هو جسر يمكن من خلاله للمؤمنين وغير المؤمنين تبادل الإصغاء والفهم باستخدام قواعد مشتركة.
هذا وتطرق الكاردينال في كلمته إلى هدف هذه الجمعية العامة فقال إن كثيرين يعتقدون أن هدف السينودس هو إحداث تغيير بنيوي للكنيسة، إحداث إصلاح. وتابع أنه ليست هناك لدى الجميع الفكرة ذاتها حول الإصلاح وأولوياته، ومن الأساسي بالتالي بالأحرى بُعد الإصغاء والذي هو في مركز مراحل المسيرة السينودسية كافة. وأشار الأمين العام في هذا السياق إلى التشاورات التي تدور على صعيد الكنائس المحلية ومجالس الأساقفة ثم على الصعيد القاري. وتابع أن عرض تسلسل المراحل قد يعكس بشكل خاطئ مسيرة نجد فيها شعب الله في المرحلة الأولى فقط لمجرد الإيحاء بمشاركته في اتخاذ القرارات بينما يبدو اتخاذ القرارات في النهاية بيد قلة من الأشخاص. الصورة الصحيحة هي تلك التي تعكس اتفاقا هو ثمرة الإصغاء للجميع، قال الكاردينال غريك وذكَّر بأنه قد تم في كل مرحلة إعادة ثمار الإصغاء إلى الكنائس أي أننا نتحدث عن مسيرة دائرية وذلك لأن السينودس هو مسيرة تشارك فيها الكنيسة كلها وجميع من هم في الكنيسة كلٌّ انطلاقا من دوره وموهبته وخدمته. ثم ختم الأمين العام للسينودس مداخلته مشيرا إلى ما ينتظرنا من عمل كبير حسبما ذكر، وأضاف أن ثمرة السينودس لن تكون إعلانا نظريا أو وثيقة ختامية، بل الحياة الملموسة للكنيسة.
هذا وعقب الكلمة الافتتاحية أشار الكاردينال ماريو غريك إلى أن هناك ١٠٨ من الملخصات التي تمت صياغتها على الصعيد الوطني من قِبل مجالس الأساقفة من جميع أنحاء العالم، وقح تم إرسال هذه الملخصات إلى الأمانة العامة للسينودس هذا إلى جانب ٩ إجابات من الكنائس الشرقية الكاثوليكية، ٤ من روابط واتحادات مجالس الأساقفة، كما وهناك أيضا ملخصات أرسلها كل من اتحاد الرؤساء العامين والاتحاد الدولي للرئيسات العامات. وأوضح الأمين العام أن هذه الوثائق الهامة قد شكلت، مع ما تم تلقيه من ملاحظات بشكل حر سواء من أفراد أو من مجموعات، ركيزة أداة العمل للجمعية العامة للسينودس.
هذا وعن تفاصيل هذه الوثيقة تحدث من جانبه الكاردينال جان كلود هوليريش المقرر العام للجمعية العامة للسينودس، وشدد في كلمته على أن هذه الدورة الثانية للجمعية العامة ليست تكرارا للدورة الأولى ولا حتى مجرد استمرار لها. وقال في هذا السياق: إن كان هدف جمعية عام ٢٠٢٣ العامة اكتساب معرفة أفضل بالكنائس التي يأتي منها المشاركون، فإن المشاركين في الدورة الثانية مدعوون إلى التركيز على عدم الاحتفاظ بهذا الثراء الكبير مختزَنا بل يجب إدراجه في دائرة من تبادل المواهب تغذي شركة الكنيسة في مجملها.
وتابع المقرر العام أن أداة العمل تتضمن ملخص مسيرة استمرت ثلاث سنوات. وأوضح أن هذه الوثيقة تختلف عن تلك السابقة وذلك لأن واجبنا يختلف حسبما ذكر الكاردينال هوليريش مضيفا أن أداة العمل للدورة الأولى كانت تحتوي الكثير من الأسئلة، قرابة الـ ٣٠٠، أما في وثيقة هذه الدورة فالأسئلة هي حوالي العشر، ويعكس هذا حسبما تابع المقرر العام أن ما امامنا اليوم لا الأسئلة بل أفعال، وذلك للسير في اتجاه واحد. وأضاف أن أداة العمل ليست مسودة للوثيقة الختامية للجمعية العامة يُنتظر أن يتم إقرارها، بل هي جمع لنتائج مسيرة واجبنا أن نُخضعه للتمييز.
هذا وتحدث الكاردينال جان كلودج هوليريش من جهة أخرى عن مناهج عمل الدورة الثانية للجمعية العامة للسينودس حول السينودسية وذلك مقارنة بمناهج عمل الدورة السابقة. وتوقف في هذا السياق عند مجموعات العمل فأشار إلى ممثلا عن كل من هذه المجموعات قد تم تعريفه خلال المرحلة الأخيرة من الدورة السابقة ببرنامج عمل مجموعته خلال الأيام والأشهر القادمة. ومن هذا المنطلق يُنتظر أن تتضمن الدورة الحالية حوارا متواصلا بين المشاركين في السينودس وأعضاء المجموعات. أشار المقرر العام أيضا إلى المواضيع التي سيتم التطرق إليها داخل مجموعات العمل، وفي طليعتها المسيرة المسكونية، العلاقات بين الكنائس الكاثوليكية الشرقية والكنيسة اللاتينية، صرخة الفقراء، خدمة الأساقفة والكهنة والشمامسة والعلاقة مع شعب الله، هذا إلى جانب التكوين على السينودسية، الأوساط الرقمية، العلاقات بين الكنائس المحلية، وظيفة مؤسسة السينودس، خدمة الوحدة الموكلة إلى أسقف روما، وأيضا قضايا عقائدية ورعوية وأخلاقية، خدام الكنيسة والعلاقات بين الكاريزما والمواهب