كلمة عميد السلك الدبلوماسي السفير بوليديس إلى البابا فرنسيس
عبر السفير بوليديس عن فرحته وفرحة جميع السفراء المشاركين في هذا اللقاء الذي يملأ القلوب بالأمل ويقدم صورة عن الأمم التي تجتمع حول البابا. وتوقف بعدها عند فتح الباب المقدس في بازيليك القديس بطرس عشية عيد الميلاد، ما شكل بداية السنة اليوبيلية المخصصة للرجاء، ولفت إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن روح اليوبيل، مسلطاً الضوء على القوة الدينية والإنسانية في الرسائل التي يوجهها البابا إلى العالم كله. وقال إن الحبر الأعظم يقترح على العالم رجاءً لا يخيّب، لا بل هو قادر على أن يولّد الثقة والمستقبل والأخوة، حتى عندما يكون الموت والضياع سائدين من حولنا. وتوقف بنوع خاص عند نتائج الحروب والتغيرات المناخية مشدداً على ضرورة توجيه الأنظار نحو بذرة ستنبت في المستقبل. ومن هذا المنطلق إن العالم كله يحتاج اليوم إلى الرجاء، ولا بد أن يُجدد اليوم الإصرار على النضال من أجل مستقبل سلام وحوار وتضامن. ولفت بوليديس بعدها إلى الدور الواجب أن يلعبه الدبلوماسيون المدعوون إلى الانفتاح دوماً، حتى لو كان ذلك بأقل درجة ممكنة. واعتبر أن هذا الموقف يتطلب مثابرة والتزاماً وصبراً، كما سبق أن ذكّر الحبر الأعظم خلال زيارته الرسولية الأخيرة إلى بلجيكا ولوكسمبورغ. وأضاف أن هذا الصبر كان ضروريا جداً في عملية بناء أوروبا الموحدة والمسالمة، ومن أجل ترميم العلاقات وإعادة بناء الثقة بين الأمم. وتطرق أيضا إلى أهمية توفير الضيافة للمهاجرين والعمل على بناء مجتمعات متعددة الثقافات والأديان. وخلص إلى أن الأمل والصبر هما عاملان لا بد أن يحركا النشاط الدبلوماسي. تابع السفير القبرصي كلمته مشيرا إلى أن البابا فرنسيس يعلم جيدا ما هي احتياجات زماننا الراهن، وقدم للجميع الأدوات اللازمة كي نبني المستقبل معا. وينبغي أن نتسلح بالرجاء وأن نثق بهذا الرجاء، وأن نحمل معنا بذور الرجاء وهذا ما تهدف إليه السنة اليوبيلية التي بدأت للتو وهي تشدد أيضا على إلحاحية التعبير عن المحبة والتفاهم حيال الأشخاص الذين يعانون من الخلل في المنظومات المجتمعية، كما ينبغي أن نكون "حجاج رجاء" تجاه المرضى والفقراء والمسجونين والمهاجرين والمسنين والشبان، وشرائح العائلة البشرية الأكثر هشاشة. وشاء الدبلوماسي القبرصي أن يذكّر الحاضرين بالرسالة التي وجهها البابا إلى مدينة روما والعالم في عيد الميلاد، عندما أكد أن الباب مشرّع، وليس من الضروري أن نقرعه. وقال السفير بوليديس إننا لم نقتنص فرصة دخول هذا الباب وتركنا سوء التفاهم يتحول إلى صراعات وتركنا الأبواب المفتوحة تُقفل. ولم تخلُ كلمة عميد السلك الدبلوماسي من الحديث عن الخطاب الذي ألقاه البابا فرنسيس خلال فتح الباب المقدس في سجن ريبيبيا بروما، في السادس والعشرين من الشهر الماضي، ودعا فيه إلى تشريع باب القلب، لأن الثورة تبدأ من كل واحد منا، إنها تبدأ من الداخل. ولا بد أن نتعلم كيف نحب بعضنا البعض. وذكّر السفير بوليديس في ختام كلمته إلى الحبر الأعظم بالرسالة العامة "لقد أحبنا" التي تؤكد على أهمية استعادة ما هو مهم – وسط الصراعات وغياب التوازنات – ألا وهو القلب. |