الكاردينال بارولين يكتب مقدمة كتاب جديد يسلط الضوء على تاريخ الكنيسة في الصين
أكد نيافته أن هذا المجلد يسلط الضوء على مسيرة الشعب الصيني كما على الحضارة الصينية على مر الأزمنة. وأضاف بارولين أن هناك طرقاً مختلفة ننظر من خلالها إلى هذا البلد الآسيوي، لكن لا بد أن ينظر المسيحي إلى الصين في ضوء كلمة الله، وهذا ما يساعدنا على القيام به كتاب الأب سيرجاني، الكاهن والمرسل. وذكّر نيافته بعبارات اللاهوتي الأرثوذكسي أوليفيي كليمان الذي قال إن الإيمان بيسوع المسيح ليس عبارة عن تدين ينبع من الخوف من الحياة، خصوصا وأن المؤمن يدرك تماما ان ملكوت الله ليس من هذا العالم. إن الإيمان بالمسيح، أضاف بارولين، يجعل النظرة لقضايا العالم أكثر وضوحاً، ويساعد على فهم ديناميكيات تتجاهلها التحليلات الجيوسياسية، وعناصر لا تأخذها في عين الاعتبار القراءات الاقتصادية التي تتغاضى غالباً عن تطلعات الشعوب. وبعد أن توقف عند تاريخ الصين العريق، لفت نيافته إلى أن هذا البلد الآسيوي يفرض نفسه اليوم بقوة على الساحة الدولية، وهذا أمر يثير ردود أفعال متفاوتة، تتراوح بين الإعجاب والقلق، بين العداوة والتعاطف. وشاء المسؤول الفاتيكاني أن يتوقف عند المراحل التاريخية التي طبعت وصول بشارة الإنجيل إلى البقاع الصينية، ونشاطات المرسلين، وهي مراحل لم تخل من المشاكل والاضطرابات، لكنها طُبعت أيضا بالنعمة. وكتب بارولين أن هذا المجلد الجديد يشكل قبل أي شيء آخر شهادة للمحبة المسيحية، إذ يتطرق المؤلف إلى اللقاءات العديدة التي جمعته مع أخوة وأخوات مؤمنين في الصين، من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين. كما أن الكتاب يسلط الضوء على اهتمام البابوات والكرسي الرسولي بشؤون الكنيسة في الصين. ونصح بارولين بالاطلاع على هذا الكتاب لأنه يسمح للقارئ بالنظر بشكل موضوعي إلى تاريخ المؤمنين في الصين خلال العقود الماضية، بدءاً من الإعلان عن نشأة جمهورية الصين الشعبية. |