منظمة "جسر إلى" تشدد على ضرورة الحفاظ على رسالة زيارة البابا فرنسيس إلى العراق
دعت المنظمة غير الحكومية الإيطالية العاملة في العراق منذ سنة 1991 "Un Ponte Per" (جسر إلى) إلى عدم إضاعة الرسالة التي حملتها إلى هذا البلد الزيارة الرسولية للبابا فرنسيس، وإلى إبقاء الأضواء مسلَّطة على جهود المجتمع العراقي من أجل النهضة من الحروب والعنف الطائفي والتعصب الديني. وكان هذا محور لقاء نظمته المنظمة عبر الشبكة مساء أمس الجمعة 9 نيسان أبريل بعنوان "الفسيفساء العراقية"، وشارك فيه عدد من الصحفيين ورجال الدين وممثلي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني.
وحول أهمية زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى العراق أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع مديرة برامج التعاون في منظمة "جسر إلى" مارتينا بينياتي مورانو. ووصفت في بداية حديثها الزيارة بحدث تاريخي ذي أهمية سياسية وأنثروبولوجية إلى جانب الأهمية الروحية. وتابعت أن زيارة البابا فرنسيس قد خلَّفت لدى الرغبة سكان العراق في العمل بعزم أكبر من أجل التسامح والتعايش، كما ومنحت الزيارة قوة للأقليات ولفتت انتباه الأغلبية إلى قدرة الأقليات على تقديم رسالة رجاء.
وفي إجابتها على سؤال حول استعداد العراق لتحقيق عهد الأخوّة والتضامن الذي كانت زيارة الأب الأقدس فرصة لإطلاقه، قالت السيدة بينياتي مورانو أن هناك الكثير مما يجب عمله. وأضافت أن الجماعة الدولية لم يكن لها حتى الآن دور بنّاء، وأشارت في هذا السياق إلى انعكاس الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران على العراق. تحدثت من جهة أخرى عن مشاركة التحالف الدولي بشكل هام في المعركة العسكرية ضد ما عُرف بتنظيم الدولة الإسلامية الذي هُزم عسكريا، إلا أن هناك مليون و200 ألف من النازحين الداخليين في العراق الذين لا يتمكنون من العودة إلى المناطق المحررة لعدم انطلاق أعمال إعادة البناء. كما وذكَّرت مديرة برامج التعاون بغياب الأمن مؤكِّدة بالتالي على الحاجة إلى التزام أكثر فعالية فيما يتعلق بالتمويلات التي لا تتوفر. وواصلت أن البابا فرنسيس كان أول ممثل للجماعة الدولية يتمتع بأهمية سياسية يزور العراق، وقد أتى قداسته إلى هذا البلد حاملا رسالة سلام وإصغاء واحترام. وأرادت مسؤولة المنظمة غير الحكومية في هذا السياق لفت الأنظار إلى قرار رئيس وزراء العراق إعلان السادس من آذار مارس يوما وطنيا للتسامح والتعايش، وهو يوم لقاء البابا فرنسيس بالمرجع الأعلى آية الله السيستاني في النجف.
هذا وتطرقت المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع مديرة برامج التعاون في منظمة (جسر إلى) مارتينا بينياتي مورانو إلى عمل المنظمة في العراق من أجل تشجيع الشباب في المقام الأول، وذلك عير توفير فرص عمل. ولفتت المسؤولة الأنظار إلى ارتباط مستقبل الشباب بتوفر الموارد المالية مذكرة بانضمام كثيرين إلى تنظيم داعش لأسباب اقتصادية أكثر منها إيديولوجية.