سبعة عشر مسيحياً على الأقل قضوا في الغارة التي استهدفت كنيسة القديس بورفيريوس بغزة
أكدت البطريركية في بيان لها أن استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، والمباني التي يلجأ إليها المواطنون الأبرياء لاسيما النساء والأطفال الذين دمرت منازلهم بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية يشكل جريمة حرب. وتحدث البيان عن الاستهداف الواضح للبنى التحتية والملاجئ التابعة للبطريركية الأرثوذكسية وباقي الكنائس، ومع ذلك شدد على أن البطريركية تبقى عازمة على القيام بواجبها الديني والخلقي من خلال تقديم المساعدة والدعم والمأوى لأي شخص محتاج، وذلك على الرغم من النداءات الإسرائيلية المتكررة إلى إخلاء تلك المؤسسات من المدنيين. ولفتت البطريركية إلى أنها لن تتخلى عن واجبها الديني والإنساني المتجذر في قيمها المسيحية، وهي عازمة على تقديم كل ما يلزم في الحرب كما في السلم. وتشير مصادر هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة إلى أن كنيسة القديس بورفيريوس نفسها لم يستهدفها القصف بل استهدف مبنى متاخما لها.
على صعيد آخر، أعلنت كاريتاس الدولية وكاريتاس الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية أن سبعة عشر مسيحياً على الأقل قضوا في الهجوم، من بينهم موظفة في كاريتاس عمرها ستة وعشرون عاماً، مع زوجها وابنتها الصغيرة. من جانبها أعلنت هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة، في بيان أصدرته أمس الجمعة، أن خمسة عشر شخصا ما يزالون تحت الأنقاض، موضحة أن حوالي أربعمائة شخص وجدوا ملجأ لهم داخل الكنيسة، منذ بداية الصراع المسلح، معظمهم من المسيحيين. ومن بين الضحايا عدد من الشبان المسيحيين المشاركين في مشروع لخلق فرص العمل للشبيبة المسيحية، تديره بطريركية القدس للاتين.
الكنيسة الأرثوذكسية التي استهدفها القصف تبعد بضع مئات الأمتار عن كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، التي تأوي حالياً خمسمائة شخص تقريبا. وبعد الحادث لجأ عدد من الناجين إلى كنيسة العائلة المقدسة التي باتت تغص بالنازحين. وعلى الرغم من النداءات الإسرائيلية المتعددة التي طلبت من سكان شمال القطاع أن ينتقلوا إلى المناطق الجنوبية إلا أن المسيحيين عبروا عن رفضهم لذلك لمخاوف أمنية ولعدم حصولهم على ضمانات بأنهم لن يتعرضوا للقصف خلال عملية النزوح.
وكالة الصحافة الفرنسية أوردت أن الجيش الإسرائيلي تبنى الغارة الجوية موضحا أنها كانت تستهدف مركزا لقيادة حماس، في المنطقة، أُطلقت منه الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأوضح أن الغارة سببت انهيار جدار الكنيسة.
في أعقاب الهجوم أجرى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، المتواجد في فرنسا بزيارة رعوية، اتصالا هاتفياً مع بطريرك القدس للروم الأرثوذكس تيوفيلوس معبراً عن تعازيه الحارة، وأكد دعمه لتلك الكنيسة في خضم الأحداث المأساوية التي تشهدها الأرض المقدسة، متمنياً أن يعود السلام والأمن إلى المنطقة في القريب العاجل. من جانبه شكر تيوفيلوس برتلماوس الأول على اهتمامه وعلى دعمه التام، واصفاً الوضع في المنطقة بالمأساوي والكارثي.