الجماعات المسيحية في جنوب السودان تستعد للاحتفال بعيد الميلاد وسط الكثير من الصعوبات
التبدلات المناخية ألحقت أضراراً جسيمة بمناطق شاسعة من جمهورية جنوب السودان، هذا بالإضافة إلى آفة الفقر المدقع والمصادمات المسلحة المتكررة. إنه الواقع الذي تعيشه البلاد ويختبره منذ سنوات طويلة المرسل الكومبونياني الإيطالي، المتواجد في العاصمة جوبا. ففي حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أكد المرسل بوتسا أن زمن المجيء الذي تعيشه اليوم الجماعات المسيحية في جنوب السودان يتميز بالرجاء، موضحا أن المسيحيين يتركون الله يقود خطواتهم، في وقت تسعى فيه مختلف الرعايا إلى مساعدة الناس على الاقتراب أكثر من الرب، لأنه هو وحده من يداوي ويشفي. وأضاف أن الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد مستمرة في كل أنحاء البلاد على الرغم من المشاكل الكثيرة المرتبطة بالنقص في المواد الغذائية والأدوية وانعدام الأمن في العديد من المناطق. ولفت بوتسا إلى أن نسبة كبيرة من المؤمنين المسيحيين يشاركون في الاحتفالات الدينية الميلادية، إذ تمتلئ الكنائس عادة بالمصلين وتعمها الفرحة وهذا الأمر يمكن الشعور به من خلال الأناشيد الدينية التي تُرفع إلى الرب، وأجواء الاحتفال والبهجة. بعدها أشار المرسل الكومبونياني إلى أن الكنيسة المحلية ملتزمة خلال زمن المجيء هذا العام في أعمال المحبة والبرامج الخيرية وقال إن آلاف الأشخاص يتوافدون إلى حدود جنوب السودان، قادمين من السودان الذي يشهد حرباً أهلية مدمرة، لافتا إلى وجود أعداد كبيرة من النازحين الرجال والنساء والأطفال السودانيين الذين وصولوا بعد اندلاع الصراع المسلح في بلادهم، وهم متروكون اليوم ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم. من هذا المنطلق – ختم الراهب بوتسا قائلا – يسعى المرسلون الكومبونيان إلى تنفيذ خطة للإغاثة، تهدف إلى إنقاذ حياة العديد من الأشخاص وإلى لم شمل العائلات النازحة والبحث عن المفقودين، مؤكدا أن هذا الأمر – إذا تحقق - سيكون بمثابة معجزة ميلادية بالنسبة للكثيرين. |