الأب فلتس يتحدث عن وصول أول مجموعة من أطفال غزة للعلاج في إيطاليا
أرى على وجوههم البسمة أخيرا، كان هذا تعليق نائب حارس الأرض المقدسة الأب إبراهيم فلتس خلال لقاء مع الصحفيين بعد ظهر الثلاثاء وذلك مع كلٍّ من سفير فلسطين لدى الكرسي الرسولي السيد عيسى قسيسية ورئيسة مستشفى الطفل يسوع في روما السيدة تيتسيانا أونيستي، وجاء هذا اللقاء عقب زيارة مجموعة من الأطفال الذين وصلوا إيطاليا مساء الاثنين قادمين من غزة لتَلَقي العلاج، ويتم علاج أربعة منهم في مستشفى الطفل يسوع. وقال الأب فلتس في حديثه عن هذه الابتسامات التي غابت كثيرا عن وجوه أطفال غزة إنها عادت اليوم لأنهم سعداء لخروجهم من الجحيم حسبما أخبروه الأطفال أنفسهم. وتابع نائب حارس الأرض المقدسة مشيرا إلى أنه قد تم استقبال هؤلاء الأطفال في مستشفى الطفل يسوع بشكل جميل مضيفا أن هذه علامة على استقبال هذا المستشفى للجميع بدون أية تفرقة. وأوضح أن الأطفال الذين يعالَجون في هذا المستشفى هم جميعا مسلمون وأن لكلٍّ من أطفال غزة المرضى هؤلاء قصته. وأشار الأب فلتس في حديثه من جهة أخرى إلى أنه لم يكن من السهل إخراج هؤلاء المرضى الصغار من غزة، وقال: لقد تحدثنا إلى السلطات الفلسطينية والمصرية والإسرائيلية وكانت هناك قائمة تتضمن مئة طفل لكننا نجحنا في أن ننقل ١١ منهم حتى الآن و١٣ من المرافقين لهم. هذا ووجه نائب حارس الأرض المقدسة نداءً إلى الجماعة الدولية فقال إنه قد حانت لحظة أن نقول كفى للموت، وذكَّر بأن هناك أكثر من ٢٦ ألف شخص فقدوا حياتهم وهناك ٦٥ ألفا لا تتوفر إمكانية علاجهم بعد أن دُمرت المستشفيات. على الجماعة الدولية التدخل لإيقاف هذه الحرب، شدد الأب إبراهيم فلتس، وتابع أن رجاءنا أن يتم الآن وبعد هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا التوصل إلى حل للمشكلة، أن يتم التوصل إلى السلام، وتابع أنه إن لم يتم عمل هذا الآن بعد كل الضحايا هؤلاء فمتى إذًا، هذه هي الساعة، والحل هو حل الدولتين، فهو الوحيد الذي بإمكانه أن يضمن للفلسطينيين والإسرائيليين أن يعيشوا في سلام, وأراد نائب حارس الأرض المقدسة تسليط الضوء في ختام حديثه إلى الصحفيين على أن لا أحد في هذه اللحظة في أحوال جيدة، لا اليهود ولا المسيحيين ولا المسلمين، لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين.
وفي حديثها عن المرضى الصغار ذكرت مديرة مستشفى الطفل يسوع تيتسيانا أونيستي أنهم يعانون منذ فترة طويلة من أمراض ولكن لم يكن بالإمكان علاجهم في غزة، وهكذا قررنا أن نعتني بهم نحن. وأضافت أن عدد الأطفال الاين تم استقبالهم حتى الآن صغير مقارنة بالأعداد الكبيرة لأمثالهم من المرضى الصغار، إلا أن وجودهم هنا يشكل علامة رجاء وإن كانت مجرد قطرة في مشكلة كبيرة. وتحدثت المديرة عما وصفته بشعورنا بضرورة معالجة هؤلاء الأطفال بمشاعر قرب بغض النظر عن دينهم أو أي شيء آخر لأننا نتحدث هنا هن الحياة، ونحن دائما لصالح الحياة.
أما السيد عيسى قسيسية سفير فلسطين لدى الكرسي الرسولي فقد أعرب باسم القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عن الشكر لجميع مَن جهدوا لتحقيق هذه اللفتة لصالح أبنائنا الذين هم اليوم خارج النفق، قال سيادته، مشيرا إلى الألم عند الاستماع إلى قصص هؤلاء المرضى الصغار وقصص عائلاتهم. وأراد سفير فلسطين التذكير بصلاة البابا فرنسيس من أجلنا، من أجل الأرض المقدسة، من أجل السلام. قال السيد قسيسية. كما وتحدث عن مناداة الأب الأقدس منذ البداية بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الحدود، ومن أجل حل الدولتين. وأضاف السيد السفير نرجو أن نخرج سريعا من هذا الوضع الرهيب نحو حريتنا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه قد وصلت إلى روما مساء الاثنين ٢٩ كانون الثاني يناير مجموعة من ١١ من أطفال غزة المرضى والجرحى جراء القصف العنيف وذلك لتَلَقي العلاج في عدد من المستشفيات ومن بينها مستشفى الطفل يسوع في روما. وتنطلق هذه المبادرة التي يدعمها نائب حارس الأرض المقدسة الأب إبراهيم فلتس من صعوبة، إن لم تكن استحالة، علاج هؤلاء الأطفال في غزة. وقد عَبَر الصغار مع مرافقيهم الحدود إلى مصر والتي أقلعت منها الطائرة التي حملتهم إلى مطار تشامبينو في روما. وكان الأب فلتس قد تحدث عن هذه المبادرة مشيرا إلى اتصالاته مع هيئات حكومية إيطالية وافقت على الفور وبحماسة على فكرة علاج أطفال غزة. ووصف الأب فلتس هذه المبادرة بأول علامة للسلام الذي يتطلب الإصغاء والتواضع. وشكر الأب الفرنسيسكاني في حديثه الشعب الإيطالي مشيرا إلى قرب إيطاليا الدائم في هذا المجال.
وباسم السلطات الإيطالية تحدث الجنرال فرانشيسكو باولو فيليولو عن كون إيطاليا أول بلد أوروبي يطلق عملية إنقاذ دولية لضحايا الحرب في غزة، وذلك بفضل تعاون عدد من الوزارات الإيطالية. وأشار في حديثه إلى أنه ستبحر اليوم الأربعاء ٣١ كانون الثاني يناير من مصر إلى إيطاليا السفينة المستشفى الإيطالية "فولكانو" حاملة خمسين من القاصرين المرافَقين كي يتلقوا العلاج في المراكز الإيطالية. وتحدث أيضا عن جسر جوي سيبدأ العمل في شهر شباط فبراير لنقل أطفال آخرين من مستشفيات القاهرة إلى مستشفيات إيطالية. وأضاف أن إيطاليا ستستقبل كل مَن يمكنها استقبالهم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه وفي استقبال المجموعة الأولى من أطفال غزة كان هناك وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني الذي تحدث إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية عن الاتصالات مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية والمصرية لنقل الأطفال إلى إيطاليا، كما وأكد مواصلة إيطاليا التعبير عن تضامنها مع الضحايا الأبرياء.
أما سفيرة فلسطين في إيطاليا السيدة عبير عودة فقد أعربت عن التأثر والشكر لاستقبال إيطاليا الأطفال المرضى والجرحى القادمين من غزة والذين هم ضحايا الهجمات الشر. واصلت متحدثة عن الرجاء في استقبال المزيد من الأطفال وأيضا أن تحاكي دول أوروبية أخرى هذه المبادرة الإيطالية.