مجلس الشيوخ الإيطالي يستضيف مؤتمراً في الذكرى السنوية الـ ١٣ لاغتيال شهباز بهاتي
يؤكد أصحاب المبادرة أن شهباز بهاتي، الذي كان مواطناً كاثوليكياً باكستانياً واغتيل عن عمر اثنين وأربعين عاماً، كان يؤمن بالحقيقة والعدالة وصولا إلى حد التضحية بالذات، وكان الإيمان ينير ويوجه التزامه هذا. نُظم المؤتمر بمبادرة من جمعية المسيحيين الباكستانيين في إيطاليا، وقد انعقد يوم أمس الاثنين في مقر مجلس الشيوخ الإيطالي، وشهد أيضا مشاركة شخصيات من مختلف الأديان والمذاهب التي رأت في بهاتي رجلاً كرس حياته خدمة للسلام، وأصبح مثالا يحتذي به العديد من الرجال والنساء حول العالم. تخللت اللقاء مداخلة للويزا سانتوليني، رئيسةِ الجمعية البرلمانية "أصدقاء باكستان"، التي أكدت أن شخصية الوزير الباكستاني الراحل لم تُفهم بعد بالكامل، لافتة إلى أنه كان رجلاً متواضعاً، بسيطاً، وكان عاملاً في سبيل السلام. وأضافت أن حياته تشكل لنا دعوة للابتعاد عن الفتور وللنضال ضد أوضاع الظلم، موضحة أن طريق السياسة ارتوت بدماء بهاتي، وهذا الأمر – كما كان يقول البابا بولس السادس – هو أنبل شكل من المحبة، وباستطاعة الإنسان أن يصبح قديساً من خلال ممارسة العمل السياسي أيضا. وشددت في الختام على أن الحق في الحرية الدينية هو في طليعة الحقوق ومنه تتفرع الحقوق الأخرى. أما سارا فوماغالي، رئيسة جمعية المسيحيين الباكستانيين في إيطاليا، فسلطت من جهتها الضوء على أهم مراحل الحياة العامة لشهباز بهاتي، معتبرة أن قداسته تُوجت باستشهاده، خصوصاً وأنه كرس حياته بالكامل للدفاع عن العدالة وحقوق المستضعفين. وأضافت أنه كان يعي تماماً جميع المخاطر التي كان معرضاً لها، وكانت جريمة قتله معلنة مسبقاً، خصوصا وأنه خلال التظاهرات التي نُظمت تضامناً مع آسيا بيبي تحدث شهباز عن نفسه وتساءل متى سيُقتل. وختمت السيدة فوماغالي مداخلتها داعية إلى إعادة إطلاق علاقات الصداقة بين إيطاليا وباكستان من خلال مواصلة غرس بذور الحوار والسلام. من بين المشاركين في المؤتمر دافدي ديونيزي، مبعوث الحكومة الإيطالية الخاص للحريات الدينية، الذي أكد أن الهدف من اللقاء يتمثل في الحفاظ على حوار مفتوح، شفاف ومنتظم مع المذاهب الدينية والحكومات، يرتكز إلى الإقرار بهوية المذاهب وإسهامها المميز. وعن شهباز بهاتي، قال ديونيزي إنه كان مسؤولا لا يخاف على الرغم من تهديده بالقتل، فهو لم يترك بلده إطلاقاً وواصل نشاطه لصالح الأشخاص المتألمين والمضطهدين، وبعد مضي ثلاثة عشرة سنة على اغتياله يمكننا أن نقول إن تضحيته والتزامه لم يذهبا سدىً لأن المسيحيين يعيشون ويعملون كي لا يسود التطرف والإرهاب في باكستان. وكانت محط اهتمام المشاركين في المؤتمر مداخلة لشقيق الوزير الباكستاني الراحل بول بهاتي، الطبيب ورئيس تحالف الأقليات الباكستانية، الذي اعتبر أن مشاركته في اللقاء تساعده على تخطي الألم وتشجعه على متابعة النضال من أجل الحريات الدينية. وقال إن شقيقه كرس ثمان وعشرين سنة من حياته كي يبصر النور بلد جديد لا يعرف الحقد والتمييز وحيث يستطيع جميع المواطنين أن يجاهروا بإيمانهم بلا خوف، موضحا أن هذه كانت رغبة الآباء المؤسسين الذين أرادوا تعايشاً سلمياً بين الأقليات والأكثرية المسلمة. |