المطران شوملي: مملكة الأردن متضامنة مع غزة لكن تبقى العلاقات مع إسرائيل أساسية
في عمان، تستمر الاحتجاجات التي بدأت في الرابع والعشرين من آذار مارس الماضي، عندما تجمع حشد أمام السفارة الإسرائيلية، المغلقة منذ أشهر. ويطالب المتظاهرون بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام ١٩٩٤، متهمين الإدارة الهاشمية بعدم القيام بما يكفي لسكان قطاع غزة. المطران شوملي أكد في هذا السياق أن "المتظاهرين في الأردن أقلية"، موضحاً أنهم يدعون إلى فتح الحدود مع الضفة الغربية، ليتمكنوا من دعم مقاتلي حماس. مضيفا أنه "لا يمكن القيام بذلك" ولفت إلى أن غالبية السكان راضون عن أعمال التضامن التي دعمها الملك عبد الله الثاني في الأشهر الأخيرة. فيما يتعلق بتهديدات طهران باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل في أعقاب الغارة على السفارة الإيرانية في دمشق، أكد المطران شوملي أن هجوما من هذا النوع لن يحظى بدعم الأردن. وقال: "من الصعب التنبؤ بتطور كهذا، فالرد يمكن أن يكون موجها من قبل إيران، وكذلك من قبل المجموعات التي تدور في فلكها، كالحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان"، معتبرا أنه من من غير المرجح أن يأتي أي رد من الأراضي الأردنية، إذ لا توجد علاقات جيدة بين عمان وطهران. ومما يغذي تحركات الشارع أيضا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجد الأردن نفسه فيه حاليا. فالمساعدات الدولية، التي تصل إلى مليار وخمسمائة مليون دولار من الولايات المتحدة سنويا، ليست كافية لدعم استقبال العديد من اللاجئين في البلاد، القادمين من سورية والعراق وفلسطين نفسها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة آخذة في الانخفاض، كما هو الحال في الشرق الأوسط بأسره، كما أن نقص النفط له تأثير، كما قال سيادته ولفت إلى أن هذا هو السبب الذي يكمن وراء متانة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، معتبراً أن الدولة العبرية مدعوة للاستمرار في تقديم المساعدات لسكان غزة، فضلا عن تسهيل إجلاء الأشخاص الذين يحملون تصاريح إقامة في المملكة الهاشمية. وقال إنه "بفضل استمرارية العلاقات مع إسرائيل تحلق الطائرات الأردنية كل يومين فوق غزة لإسقاط المواد الغذائية والأدوية. لا يمكن فعل ذلك في حال انقطعت العلاقات الثنائية. في سياق حديثه عن الجهود التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية في المملكة الهاشمية من أجل دعم الفلسطينيين في غزة، قال المطران شوملي إن الرعايا الكاثوليكية نظمت حملة لجمع التبرعات، حتى لو لم يكن ما جمعوه كثيرا، فهو علامة كبيرة على هذا التقارب. العديد من المسيحيين يأتون من القدس وبيت لحم، وبعضهم حتى من غزة. وأشار إلى أن بعض الطلاب يأتون من غزة للالتحاق بالجامعة الأمريكية في مادبا في الأردن، وهو معهد تدريب تشرف عليه البطريركية اللاتينية. وقال سيادته عن هؤلاء: "إنهم طلاب جيدون جدا. لقد قدمنا لهم منحا دراسية، ونحن راضون جدا عن النتيجة". أضافت وكالة آسيا نيوز أن هناك دورين تلعبهما البطريركية اللاتينية في القدس في هذه اللحظة من الأزمة: هناك دور روحي وآخر إنساني. وقال المطران شوملي بهذا الصدد: "دعونا نصلي من أجل السلام. نحن نؤمن بقوة الصلاة، حتى لو لم تحمل في الوقت الحالي كل الثمار التي نرغب فيها"، موضحا أن الكنيسة تستخدم كل الموارد المتاحة لديها من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية لأبناء رعية العائلة المقدسة في غزة، والتي تستضيف حاليا مائة كاثوليكي، وأربعمائة وثمانين آخرين، معظمهم من الأرثوذكس. وقد تم إجلاء العديد من المؤمنين، فيما قُتل آخرون. وأضاف أنه "بفضل التبرعات من جميع أنحاء العالم في بداية الأزمة، تمكنا من إرسال مبلغ كبير من المال لهم ما يسمح لهم بشراء الطعام". وتشير آسيا نيوز إلى أنه على الرغم من حقيقة أن المساعدات الإنسانية التي تم إسقاطها من الطائرات في الأسابيع الأخيرة يتم التبرع بها، إلا أنها غالبا ما يتم جمعها من قبل أشخاص يعرضونها للبيع في وقت لاحق، على حساب القطاعات الأكثر هشاشة من السكان. ختاما تمنى سيادته أن تُترجم رسالة سلام عيد الفصح، الذي تم الاحتفال به على الرغم من الحرب، إلى أفعال. ولفت إلى أن "كلمات البابا تحظى بدعم كبير إذ يقول باستمرار إن كل حرب هي هزيمة: لا يمكن لأحد أن يدعي أنه يستفيد منها. ويطالب بحل الدولتين. إنه الصوت الوحيد المتوازن"، وهو غالبا ما يتصل هاتفيا برعيتنا في غزة إنه يظهر التقارب، ويدعو العالم إلى عدم ترك هذا المجتمع الصغير بمفرده. |