حالة ترقب في لبنان في أعقاب هجوم مجدل شمس ومجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة يدين التصعيد
مما لا شك فيه أن لبنان يعيش في هذه الساعات حالة من الترقب في أعقاب المجزرة التي وقعت في مجدل شمس، وهي قرية ذات الأغلبية الدرزية. ويقول الإسرائيليون إن الصاروخ الذي استهدف الملعب الرياضي هو إيراني الصنع، وإن ميليشيا حزب الله هي وحدها التي تملك هذا النوع من الصواريخ مع أن الجماعة الشيعية اللبنانية، الموالية لإيران، نفت مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أوقع أيضا ما لا يقل عن ثلاثين جريحا. ويرى المراقبون والمحللون السياسيون أن ما جرى في الجولان يفتح الأبوات على احتمالات كبيرة باتساع رقعة الحرب في المنطقة لتشمل لبنان أيضا، خصوصا وأن متحدثاً بلسان الجيش الإسرائيلي صرح بأن الهجوم هو الأعنف من نوعه ضد المدنيين في إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، والتي أشعلت فتيل حرب غزة. وعلى الرغم من نفيه أي مسؤولية عن الهجوم أعلن حزب الله أنه يتوقع رداً قاسياً من قبل إسرائيل، علما أن الجماعة كانت قد رفضت التقيّد بوقف إطلاق النار طالما استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش ضرب أهدافاً لحزب الله في القطاع الجنوبي كما في عمق الأراضي اللبنانية، في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الحزب سيدفع ثمناً باهظاً. إزاء هذا التصعيد الخطير أصدر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بياناً عبر من خلاله عن تعازيه الحارة لعائلات ضحايا هجوم مجدل شمس، وللجالية الدرزية كلها في الأرض المقدسة. وأكد البيان أن حياة هؤلاء الفتيان الأبرياء المفعمة بالآمال والأحلام تعرضت لعمل من العنف الذي لا يوصف، ما ولّد ألماً كبيراً لدى الأشخاص الذين يعتبرون الحياة البشرية مقدسة. ولفت المجلس إلى أن فقدان هؤلاء الأطفال والفتيان، ضحايا الهجوم، هو مأساة كبيرة تركت أثراً في نفوسنا جميعاً، مضيفا أن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن هذا الوجع إزاء عمل مقيت كهذا. وطالب البيان الجميع بتكريم ذكرى الضحايا والتأكيد مجدداً على الالتزام لصالح السلام، ونبذ كل شكل من أشكال العنف، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة أنهاء دوامة العنف هذه. من هذا المنطلق حث مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة على البحث عن التفاهم والاحترام المتبادل، لأن مستقبل الأبناء والجماعات يعتمد على هذا الأمر. وجاء في البيان "كفى للعنف والحقد والاحتقار". وختم البيان داعياً الأطراف المعنية كافة إلى التخلي عن درب الصراع والسلاح والبحث عن التفاهم والاحترام المتبادل، لافتا إلى أن مستقبل الأطفال ورخاء الجماعات يعتمدان على قدرتنا على تخطي الحقد ومعانقة مبدأي الرأفة والتعايش السلمي |