بحث

الكاتب الفرنسي إريك مانويل شميت في القدس الكاتب الفرنسي إريك مانويل شميت في القدس  (Afif H.Amireh)

"من أنت؟ تحدي القدس"، العرض المسرحي الافتتاحي للقاء ريميني

انطلاقا من سيرته وخبرته الشخصية كتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت نصا هو قصة ارتداد متوقفا عند زيارته الأرض المقدسة. وعن هذا النص وُلد عرض مسرحي قُدم أمس خلال افتتاح لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب.

"من أنت؟ تحدي القدس"، هذا هو عنوان العرض الافتتاحي للقاء ريميني للصداقة بين الشعوب الذي بدأ أعماله في المدينة الإيطالية أمس الثلاثاء ٢٠ آب أغسطس. والعرض هو عن نص للكاتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت وقام بإخراجه الإيطالي أوتيلو شينتشي. وفي كتابه يتحدث شميت عن القدس واصفا إياها بالمأساوية، ومن بين ما يتضمنه النص تعليق للكاتب على رسم لفنان الجداريات بانسكي يصور فيه حمامة مصابة بطلقة نارية، حيث كتب شميت أسفل هذه الصورة "إن كنت تفهم شيئا حول الوضع الحالي في القدس فهذا يعني أنهم قد شرحوا لك الأمر بشكل خاطئ".

وفي العرض الافتتاحي نجد الخلفية كتبا مدفونة في الحائط، بيضاء كما الهياكل العظمية، وأمام هذه الخلفية يبرز السؤال عنوان العرض، من أنت؟، وذلك من عناصر حية ونابضة تحمل لمحات متنوعة ومتبدلة من الأرض المقدسة ما بين جدران ورسوم جدارية ووجوه، طرقات وأزقة، كنائس وحطام، هذا إلى جانب الموسيقى والغناء. والعرض هو قصة تحوُّل وارتداد تتطور في واحد من بين أكبر التناقضات وسط أمور في الحياة اليومية تبدو للوهلة الأولى غير هامة، إلا أن مهد ما هو استثنائي، حسبما كتب إريك إيمانويل شميت، هو الأمور البسيطة.

هذا وإلى جانب الفنانين المشاركين في العرض ما بين ممثلين وراقصين ومغنين، ومن بينهم المغنية السورية ميرنا قسيس، هناك مشاركة عبر الفيديو لمؤلف النص شميت والذي استوحى عمله هذا من سيرته الذاتية حيث كان غير مؤمن لكنه اعتنق المسيحية ثم دُعي إلى المشاركة في رحلة إلى الأرض المقدسة لمدة شهر. وبقبوله الدعوة ومشاركته في هذه الزيارة كتب المؤلف الفرنسي يوميات كي يشرح هذه الخبرة لنفسه وللآخرين ويوضح مبررات رجاء وفرح لم يختبرهما من قبل حسبما ذكر. وهكذا تحولت الأماكن واللقاءات، ما بين بيت لحم والناصرة والجليل والقدس، إلى حوار متواصل بين الشكوك وانفتاح الإيمان.

ومن هذه اليوميات وُلد الكتاب وبالتالي العرض المسرحي الافتتاحي للقاء ريميني ليقدم قصة ارتداد من عدم الثقة الأول إلى اكتشاف جمال ألا تكون وحدك أمام الإنجيل الخامس حسبما يذكر شميت، إنجيل الأماكن التي لا تزال قادرة وبعد أكثر من ألفي سنة على التكلم، وصولا إلى الشعور القوي خلال اللقاء الملموس مع المسيح في القبر المقدس. وحول هذا اللقاء كتب إريك إيمانويل شميت: نظرته ثبتت علي، لا يمكنني أن أقاوم. يحدق بي، يشع علي، يصغي إلي، يمر عبري، لا يفلت منه أي شيء مني، إلا أنه في الوقت ذاته يحيطني بالخير.  

21 أغسطس 2024, 16:26