إسبانيا – كلمات الكنيسة الأساسية من أجل حماية الخليقة
وفي رسالة للجنة الأسقفية للعمل الراعوي الاجتماعي والتعزيز الإنساني التابعة لمجلس أساقفة إسبانيا يؤكّد الاساقفة، بشكل خاص أنه وفي هذه المرحلة التاريخية بالذات، بسبب وباء فيروس الكورونا أنَّ العناية بالبيت المشترك تعني أيضًا بناء ثقافة عناية بالخليقة، لأنّ الإيكولوجيا تعني أيضًا الاهتمام بالثروات الثقافية للبشريّة. ومن هنا يأتي المبدأ الأساسي الثاني، وهو الاهتمام بالهشاشة، ونقرأ في الرسالة في زمن فيروس الكورونا علينا أن نسأل الله عن ثورة حقيقية تساعدنا على أن نظهر من خلال الصلاة أن العناية الحقيقيّة بحياتنا وبعلاقتنا مع الطبيعة لا يمكنها أن تنفصل عن الأخوة والعدالة والأمانة للآخرين.
أما مراعاة الآخر فهي في الواقع التوصية الثالثة لمجلس أساقفة إسبانيا الذي يؤكّد أنَّ مهن العناية بالآخرين قد شكّلت شهادة على عظمة الإنسانية. فالعائلات قد عرفت أيضًا أن ترافق أفرادها عن بعد، واستجابت المنظمات الاجتماعية بسرعة لتأثير الوباء على المجتمع، وأثبتت الكنيسة أنها خبيرة في الإنسانية، كما كان القديس بولس السادس يقول، حتى في هذه المرحلة المعقدة. وختامًا، ككلمة أساسية رابعة، تقترح الكنيسة الإسبانية الروحانية: فالسلام الداخلي وعمق القلب، وخبرة الشعور بعناية إله هو محبّة، جميع هذه الأمور هي شروط أساسية للتأمل الممتنِّ للعالم ومن أجل العناية بهشاشة الفقراء والبيئة.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتفال بزمن الخليقة هذا العام يحمل عنوان "يوبيل من أجل الأرض" لأن سنة ٢٠٢٠ تصادف مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيس يوم الأرض. وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للصّلاة من أجل العناية بالخليقة سلّط البابا فرنسيس الضوء على أنَّ اليوبيل هو زمن للرجوع والتوبة لكي نشفي العلاقات التي دمرناها، لأنها ضّرورية لنحافظ على أنفسنا وعلى نسيج الحياة بأكمله. اليوبيل هو زمن للرجوع إلى الله خالقنا ومُحِبِّنا وزمن لكي نفكر في الآخرين، وخاصة بالفقراء والأكثر ضعفاً. فاليوبيل هو زمن لاستعادة الانسجام الأصلي للخليقة ولإصلاح العلاقات الإنسانية التي أصابها التلف وبالتالي نحن مُطالبون بإجراء إصلاحات وفقًا للعدالة، فنضمن للذين سكنوا أرضًا مدة أجيال أن يستعيدوا المقدرة على استخدامها بصورة كاملة. وفي الختام يؤكّد البابا فرنسيس أنَّ اليوبيل هو حدَثٌ مفرِح، لأننا نشهد على أنَّ الرّوح القدس ما زال يُلهم الأفراد والجماعات في كلّ مكان لكي يتّحدوا من أجل إعادة بناء بيتنا المشترك، وأن يدافعوا عن الفئات الأكثر ضعفًا؛ ولأننا نرى أنّ الجماعات المؤمنة ما زالت تتقارب لخلق عالم أكثر عدالة وسلامًا واستدامة.