رئيس أساقفة كييف يعرب عن امتنانه للبابا فرنسيس على ندائه من أجل السلام في أوكرنيا
مخاوف البابا فرنسيس عبر عنها أيضا الاتحاد الأوروبي الذي يسعى إلى سلوك درب الدبلوماسية والحوار، إذ قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد بوريل إن الوضع في أوكرنيا يبعث على القلق الشديد، محذراً في خطر التصعيد الأمني وداعياً إلى العمل على التخفيف من حدة التوتر في المنطقة. إزاء هذا السيناريو المقلق في أوكرانيا الشرقية أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس الأساقفة شفشوك الذي قال: إننا ممتنون فعلا من البابا فرنسيس على تعاطفه مع أوكرانيا وصلاته من أجل هذا الشعب المتألم والذي يعاني اليوم من الخوف الشديد. وأضاف أن الهدنة التي استمرت لسنة تقريباً أوشكت على نهايتها وسط تجدد المصادمات المسلحة في الجزء الشرقي من البلاد. لافتا إلى أن هذه هي مأساة حقاً لأننا نأمل بأن تتوقف الحرب وأن يتم التوصل إلى حلّ سياسي ودبلوماسي لهذا الصراع، لأنه – كما يعلم الجميع – لا يمكن أن يُحل بالوسائل العسكرية. وأوضح سيادته أن خوف المواطنين الأوكرانيين ينبع أيضاً من حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية ويُخشى أن يحصل اجتياح روسيٌ لتلك المناطق. وكل ذلك يحصل في خضم الجائحة التي يعاني منها العالم ولم توفّر أوكرانيا. وقد جاء نداء البابا الأخير وتضامنه ليولّدا مشاعر الامتنان في قلوب الشعب الأوكراني، الذي يصلي فرنسيس من أجله وويعضده وسط أوجاعه ومعاناته. في سياق حديثه عن الأوضاع الإنسانية في أوكرنيا اليوم قال رئيس أساقفة كييف إن هذه الأوضاع في المناطق الشرقية تزداد سوءا يوما بعد يوم، لافتا إلى أنه قبل جائحة كوفيد كان بإمكان سكان المناطق الشرقية الانتقال إلى المناطق الأخرى، وكان باستطاعة المسنين أن يسحبوا معاشاتِ التقاعد في المناطق الخاضعة لنفوذ الحكومة الأوكرانية، كما كانت تُرسل المساعداتُ الإنسانية إلى السكان المحتاجين في شرق البلاد. ومع تفشي فيروس كورونا المستجد تم إقفال كل نقاط العبور، وصار السكان عالقين في تلك المناطق وسط ارتفاع عدد الإصابات واستحالة وصول الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى لسد الاحتياجات. وقد يأتي الصراع المسلح ليزيد الطين بلة، وستحدث مأساة إنسانية وسط هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بأنهم منسيون. رداً على سؤال حول النداء الذي يريد أن يُطلقه اليوم من أجل المصالحة والسلام قال رئيس أساقفة كييف المطران شيفشوك: لا للحرب! ألقوا السلاح! وذكّر هنا بكلمات البابا فرنسيس القائل إنه مع الحرب لا نكسب أي شيء بل نخسر كل شيء. وتمنى سيادته أن تتغلب لغة العقل والحوار وأن تطغى الوسائل الدبلوماسية على تجربة اللجوء إلى السلاح من أجل حل المشاكل. ولفت إلى أن ممثلي الكنائس والمنظمات الدينية في أوكرانيا – المنضوية تحت مجلس الكنائس الذي يرأسه المطران شيفشوك نفسه – وقّعوا على نداء من أجل السلام، لمناسبة الزمن الفصحي، مذكرا بأنه بعد أسبوعين من اليوم ستحتفل الكنيسة الأورثوذكسية في أوكرانيا بعيد الفصح، وأن كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية تتّبع التقويم اليولياني. لذا، مضى يقول، نريد أن يطغى السلام، وأن تعلو الأناشيد الفحصية وأجراسُ الكنائس لتحلّ مكان صوت القنابل وأزيز الرصاص ودوي الأسلحة. |
وختم رئيس أساقفة كييف حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قائلا إن هذا هو النداء الذي نريد أن نطلقه اليوم، وهذه هي صلاتنا وإرادتنا ورغبتُنا العميقة: أي أن يحل السلام وأن تنتهي الحرب وأن تنسحب القوات المسلحة كي يعيش الناس حياة كريمة وكي يحصلوا على المساعدة التي هم بأمس الحاجة إليها.