جماعة سانت إيجيديو تسلط الضوء على معاناة سكان موزمبيق
مما لا شك فيه أن سكان منطقة كابو ديل غادو الشمالية والقريبة من الحدود التنزانية، يعانون أكثر من باقي أهالي موزمبيق، وذلك نتيجة الصراع المسلح الدائر في المنطقة وآفة الإرهاب التي خلفت – خلال السنوات الثلاث الماضية – مئات آلاف النازحين داخليا. أشخاص أُجبروا على ترك ديارهم هرباً من الهجمات الإرهابية المتكررة، لكن لم يجد هؤلاء غالبا الأمان لأن العديد من المهجرين ماتوا خلال عمليات النزوح. ولتسليط الضوء على هذه الأوضاع نظمت جماعة سانت إيجيديو مؤتمراً يوم أمس الأربعاء تم التطرق خلاله إلى نتائج الأزمة الإنسانية على السكان المحليين والمبادرات التي نُفذت بفضل تواجد الجماعة على الأرض بشكل متشعّب. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب أنجيلو رومانو الذي استهل كلمته مشيرا إلى أنه في الرابع من تشرين الأول أكتوبر من العام ١٩٩٢، تم التوقيع في روما على اتفاق السلام في موزمبيق والذي وضع حدا لحرب أهلية دامت قرابة سبع عشرة سنة وأسفرت عن سقوط حوالي مليون ضحية. وأضاف أن البلاد انطلقت من جديد وكانت تملك كل المقومات اللازمة للتطلع إلى المستقبل بأعين الأمل. لكنّ العام ٢٠١٧ شهد تمردا إسلامياً في منطقة كابو ديل غادو، الشمالية والمتاخمة لتنزانيا. وتوالت الهجمات الإرهابية من قبل جماعة سرعان ما انضوت تحت مظلة داعش. والهدف من هذه الهجمات – مضى يقول – هو القضاء على النسيج الاجتماعي قبل بنائه مجددا استنادا إلى شرائع الدولة الإسلامية. وهذه الاعتداءات استهدفت السكان بصورة عشوائية. وأوضح رومانو أنه خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ارتفع بشكل كبير عدد النازحين داخليا، والذي يُقدّر اليوم بحوالي سبعمائة وأربعين ألف شخص، عشرة بالمائة منهم فقط يتواجدون في مخيمات تديرها المنظمات والوكالات الدولية. والباقون يتدبرون أمرهم بشكل أو بآخر. وأضاف أن الوضع في المنطقة بالغ الخطورة، وتعاني من نتائج الأزمة الجماعاتُ المسيحية والمسلمة على حد سواء، خصوصا وأن الإرهابيين يعتبرون أن المسلمين لا يتّبعون نظرتهم للشريعة ويعاملونهم كأعداء، ويضطهدونهم كما يضطهدون أتباع باقي الديانات. وذلك في إطار مخطط شرير وخطير للغاية. ولفت إلى أن البلاد لا تملك الوسائل اللازمة والقدرة على مواجهة هذه الأزمة التي دامت طويلا. ردا على سؤال حول تعامل الجماعة الدولية مع الأزمة في موزمبيق أوضح الأب أنجيلو رومانو أنه تم اتخاذ سلسلة من القرارات في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى التدخل الرواندي، في وقت يتم الإعداد لتدخل آخر من قبل مجموعة دول أفريقيا الجنوبية. فضلا عن تدريب أوروبي للقوات المسلحة. لكنه أكد أن جماعة سانت إيجيديو تعتبر أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً وحسب، لافتا إلى أن السكان تعرضوا للتهميش، وثمة حاجة إلى جهد كبير من أجل استعادة ثقة الناس، وباستطاعة الجماعة الدولية أن تلعب دورا كبيراً في هذا السياق. لم تخلُ كلمة المسؤول في جماعة سانت إيجيديو من تسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأطفال والذين يدفعون الثمن الأكبر. وأشار إلى أن النساء والأطفال يشكلون نسبة خمسة وسبعين بالمائة من النازحين داخليا. فهولاء الصغار توقفوا عن الدراسة، وقد تعرض كثيرون منهم للاختطاف من قبل الإرهابيين كي يخضعوا للتدريب ويقاتلوا في صفوفهم. كما أن العديد من النازحين هربوا سيرا على الأقدام واستغرق هربهم أسابيع أو حتى أشهرا عديدة. وكثيرون ماتوا نتيجة الجوع والتعب. وأوضح في الختام أن جماعة سانت إيجيديو زادت حجم مساعداتها الإنسانية وتمكنت من مدّ خمسة وعشرين ألف شخص بمئات الأطنان من المعونات وهي تعمل على بناء المدارس في مخيمات النازحين وتقدم خدمات أخرى للمحتاجين. |