البابا فرنسيس يختتم أعمال سينودس الأساقفة من أجل الأمازون
اختتم قداسة البابا فرنسيس مساء السبت 26 تشرين الأول أكتوبر أعمال سينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون، وبدأ كلمته موجها الشكر إلى الجميع على ما قدموا من شهادة عمل وإصغاء وسعي إلى ترجمة هذه الروح السينودسية إلى أفعال. وتوقف قداسته عند المسيرة السينودسية مؤكدا أننا على الدرب الصحيح ولكننا نتعلم ولا يزال هناك ما يجب عمله. وتابع أننا نتفهم ماذا يعني التمييز والإصغاء، كما وأشار إلى التقاليد والتي ليست متحفا لأشياء قديمة، هي بالأحرى حماية المستقبل لا الحفاظ على الرماد، هي كالجذور التي تنبعث منها العصارة التي تنَمي الأشجار لتطرح ثمارا. هذ وأشار قداسة البابا إلى أن السينودسية هي أحد المواضيع الثلاثة التي حصلت على أغلبية الأصوات فيما يتعلق بالسينودس القادم، وأضاف أنه لا يعلم بعد إن كان سيتم اختيار هذا الموضوع تحديدا. وتابع قداسته متحدثا عن الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس فقال إنه ليس أمرا إجباريا أن يُصدر البابا هذا الإرشاد بعد السينودس ولكن يمكن لكلمة البابا أن تكون أمرا مفيدا، وأضاف أنه سيحاول كتابة إرشاد رسولي ما بعد سينودس الأمازون إلا أن الأمر يتوقف على توفر الوقت، وأعرب عن رغبته في القيام بهذا قبل نهاية السنة الحالية.
وفي حديثه عن أعمال السينودس أشار البابا فرنسيس إلى تناول المشاركين فيه أربعة أبعاد، وهي أولا البعد الثقافي حيث دار الحديث عن الانثقاف وتثمين الثقافة. يأتي بعد ذلك البعد الإيكولوجي، وأراد قداسة البابا في هذا السياق توجيه التحية لبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول لكونه من أوائل مَن فتح الطريق من أجل خلق هذا الوعي ثم تبعه آخرون كثيرون. وأشار قداسته أيضا إلى الرسالة العامة "كن مسبَّحا" والتي ألهمت عمل أشخاص كثيرين ما بين علماء ولاهوتيين وراعويين. وأضاف البابا أن هذه المسيرة الإيكولوجية تستمر وتُعرفنا اليوم بعمليات الاستغلال والدمار في الأمازون والتي تُعتبر رمزا. وتحدث قداسته عن ارتباط البعد الإيكولوجي بالمستقبل وذكّر بتظاهرات شباب العالم متحدثين عن المستقبل. ثم يأتي البعد الثالث وهو الاجتماعي حيث دار الحديث عما يتعرض له الأشخاص، مع الإشارة إلى ما يحدث في الأمازون من ظلم ودمار واستغلال وتدمير للهوية الثقافية. أما البعد الرابع والأخير، والذي يشمل الأبعاد كافة ويُعتبر الأساسي، فهو البعد الرعوي. وتحدث قداسة البابا عن الحاجة الكبيرة إلى إعلان الإنجيل ولكن شرط أن يُفهم وُيستوعب من قِبل ثقافات المنطقة، وأشار إلى الحديث خلال أعمال السينودس عن العلمانيين والكهنة والشمامسة الدائمين والرهبان والراهبات، هذا إلى جانب الحديث عن إكليريكيات للسكان الأصليين. تحدث قداسته أيضا عن نيته دعوة لجنة دراسة قيام النساء بخدمة الشمامسة إلى الاجتماع مع ضم أعضاء جدد لها. وتوقف قداسة البابا عند عدد من النقاط الهامة مثل تكوين وإعادة تنشئة الكهنة وتكوين الرهبان والراهبات بحماسة رسولية ليتوجهوا إلى الحدود. وتابع البابا فرنسيس متحدثا عن اقتراحات من بينها أن تشمل تنشئة الرهبان خبرة لمدة سنة أو أكثر في مناطق مجاورة، وأن يمضي الكهنة الشبان في الخدمات الدبلوماسية للكرسي الرسولي سنة في أرض رسالة في خدمة أسقف، وتحدث البابا عن دراسة هذه الاقتراحات. هناك أيضا موضوع توزيع الكهنة داخل البلد الواحد وبقاء بعض الكهنة الذين يأتون إلى أوروبا أو أمريكا للدراسة في هذه الدول وعدم رغبتهم في العودة إلى أبرشياتهم، وتحدث البابا عن ضرورة التحلي بالشجاعة لإجراء إصلاح في توزيع الكهنة. وفي إطار الحديث عن البعد الرعوي أشار البابا فرنسيس إلى موضوع المرأة، وأراد لفت الأنظار إلى أننا لا ننتبه إلى ما تعنيه المرأة في الكنيسة، وهو دور يتجاوز مجرد الجوانب الوظيفية، وأكد قداسته ضرورة مواصلة العمل في هذا المجال.
تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن إعادة التنظيم فأشار إلى فكرة تخصيص أقسام للأمازون في مجالس الأساقفة مثل الشبكة الكنسية للأمازون. نقطة أخرى شملها نقاش المشاركين في السينودس تتعلق بالطقوس، وقال البابا فرنسيس إن هذا من اختصاص مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الاسرار وهو أمر يمكن أن يتم على أساس معايير محددة، وأضاف البابا أن هذا يجب أن يتجاوز مجرد تنظيم الطقوس. تحدث البابا أيضا عن فكرة إنشاء قسم مخصص للأمازون في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة.
هذا ووجه قداسة لبابا فرنسيس في كلمته مساء السبت 26 تشرين الأول أكتوبر، في ختام أعمال سينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون، الشكر إلى مَن عمل خارج قاعات السينودس وأيضا إلى وسائل الإعلام.