PSX_20210927_093301aem.jpg

البابا فرنسيس: الأخوّة إحدى علامات الأزمنة التي أبرزها المجمع الفاتيكاني الثاني

الأخوّة كإحدى علامات الأزمنة التي أبرزها المجمع الفاتيكاني الثاني، كان هذا محور مقدمة كتبها البابا فرنسيس لكتاب للكاردينال مايكل تشيرني والأب كريستيان باروني. وتوقف الأب الأقدس في مقدمته عند ملكوت الله كواقع حي يدعونا إلى الارتداد، كما وتحدث عن البعد الاجتماعي للإيمان.

"الأخوّة علامة الأزمنة. التعليم الاجتماعي للبابا فرنسيس"، هذا عنوان كتاب للكاردينال مايكل تشيرني والأب كريستيان باروني أصدرته المكتبة ودار النشر الفاتيكانية. ولهذا الإصدار كتب قداسة البابا فرنسيس مقدمة توقف فيها عند ملكوت الله الذي هو يسوع، عمانوئيل، الله معنا. ويتابع البابا أن الله قد نفذ بشكل تام مخطط حبه للبشر، وأضاف محذرا من اعتبار ملكوت الله شيئا أرضيا أو سياسيا، وأيضا من تخيله كواقع داخلي وشخصي وروحي فقط أو وعد يتعلق بما بعد الحياة الأرضية. وواصل الأب الأقدس أن يسوع في وحدته في جسدنا يجعلنا هنا والآن منفتحين على العلاقة مع الله الآب ويُحدث تحررا متواصلا في حياتنا وتاريخنا لأن ملكوت الله قد صار فيه قريبا (راجع مرقس ١، ١٢-١٥). ومن جهة أخرى يظل ملكوت الله وعدا وتطلعا عميقا نحمله داخلنا، صرخة تطلقها الخليقة التي تئن وتتألم حتى يوم تحررها الكامل (راجع روما ٨، ١٩-٢٤).

الملكوت الذي أعلنه يسوع هو بالتالي واقع حي يدعونا إلى الارتداد، تابع البابا فرنسيس، واقع يطلب من إيماننا الخروج من سكون تعبُّد فردي ليكون بحثا قلقا ومستمرا عن الرب وكلمته، واقع يدعونا إلى التعاون في عمل الله في أوضاع الحياة والمجتمع المختلفة. ويواصل الأب الأقدس أن يسوع يضع في تاريخنا علامات الحياة الجديدة ويدعونا إلى التعاون معه في فعل الخلاص هذا، ويمكن لكل منا الإسهام في تحقيق ملكوت الله في العالم عبر فتح فسحات خلاص وتحرر، زرع الرجاء، تحدي منطق الأنانية بالأخوّة الإنجيلية، والالتزام في الحنان والتضامن إزاء القريب وخاصة إزاء الأكثر فقرا. وتابع الأب الأقدس أن الإيمان له بعد اجتماعي حيث يدعونا إلى بناء عالم يتسم بالتضامن والأخوّة. وأضاف أن العناية بأمنا الأرض والعمل على بناء مجتمع تضامني نكون فيه كلنا أخوة ليسا أمرين بعيدين عن إيماننا، بل هما تطبيق عملي له. وهذا هو أساس العقيدة الاجتماعية للكنيسة.

وجه الأب الأقدس بعد ذلك الشكر إلى الكاردينال مايكل تشيرني والأب كريستيان باروني، وقال إنهما وخلال رغبتهما في تقديم الرسالة العامة " Fratelli Tutti" يسلطان الضوء على الرباط العميق بين التعليم الاجتماعي الحالي والمجمع الفاتيكاني الثاني ويقرآن التعليم الاجتماعي الذي يقدمه قداسته مبرزَين كون تعليم المجمع أساسا ونقطة انطلاق، مكانا يخلق الأسئلة والأفكار ويرشد الدعوة إلى الأخوّة التي يوجهها قداسته اليوم إلى الكنيسة وإلى العالم. وتابع البابا أن الأخوّة هي إحدى علامات الأزمنة التي يبرزها المجمع الفاتيكاني الثاني، وهي ما يحتاج إليه بشكل كبير عالمنا وبيتنا المشترك الذي نحن مدعوون إلى العيش فيه كأخوة وأخوات. وواصل أن هذا الكتاب يقرأ في الحاضر دعوة المجمع إلى كنيسة منفتحة وفي حوار، وأضاف أننا اليوم وعلى خطى المسيرة التي وضعها آباء المجمع ننتبه إلى أن هناك حاجة إلى كنيسة لا فقط في العالم المعاصر وفي حوار معه، بل في المقام الأول إلى كنيسة في خدمة الإنسان وتعتني بالخليقة، كنيسة تعلن وتحقق أخوّة جديدة تبرأ فيها العلاقات البشرية من الأنانية والعنف وتكون علاقات تقوم على المحبة المتبادلة والاستقبال والتضامن.

وفي ختام تقديمه لكتاب "الأخوّة علامة الأزمنة. التعليم الاجتماعي للبابا فرنسيس" للكاردينال مايكل تشيرني والأب كريستيان باروني شكر الأب الأقدس الكاردينال على إشراكه في هذا العمل اللاهوتي الشاب الأب باروني. وأضاف أن هذا مثال على كيفية الجمع بين الدراسة والتأمل والخبرة الكنسية، مثال يكشف منهجا هو الجمع بين صوت رسمي وصوت شاب. وشدد البابا على أهمية أن يسير دائما معا التعليم واللاهوت والعمل الرعوي والقيادة، وختم أن الأخوّة ستتحلى بمصداقية أكبر إن بدأنا بالشعور في الكنيسة أيضا بأنا جميعا أخوة، وحين نعيش خدماتنا المختلفة كخدمة للإنجيل ولبناء ملكوت الله والعناية بالبيت المشترك.    

28 سبتمبر 2021, 11:47