المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica تنشر حوار البابا فرنسيس مع اليسوعيين في مالطا
نشرت المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica (الحضارة الكاثوليكية) اليوم الخميس نص حوار البابا فرنسيس مع أعضاء الرهبنة اليسوعية في ٣ نيسان أبريل خلال زيارته الرسولية إلى مالطا. ومن بين ما سلط عليه الأب الاقدس الضوء كون الدعوة لا أرقاما بل هي البشارة، مشددا بالتالي على الحاجة إلى كنيسة في انطلاق وخروج. وذكَّر البابا في تطرقه إلى هذا الموضع الهام بما جاء في رؤيا القديس يوحنا: "هاءَنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه"، وتابع قداسته أن اليوم الرب يقرع من الداخل كي ندعه يخرج، وهذه هي ضرورة ودعوة زمننا.
هذا وتحدث البابا فرنسيس إلى اليسوعيين عن كنيسة المستقبل واصفا البابا بندكتس السادس عشر بنبي لهذه الكنيسة والتي ستكون صغيرة وستفقد الكثير من الامتيازات، ستكون أكثر تواضعا وصدقا وستجد الطاقة لما هو أساسي. ستكون كنيسة أكثر روحانية، تابع البابا فرنسيس، أكثر فقرا وأقل سياسة، كنيسة الصغار. وواصلت الجريدة اليسوعية ناقلة عن الأب الأقدس أنه في حال تناقص الدعوات سيكون هناك خطر الرغبة في إيجاد دعوات بدون تمييز ملائم. ومن هذا المنطلق يقترح البابا فرنسيس التحلي بالتواضع والخدمة والصدق كصفات للإجابة بشكل إبداعي على أزمة الدعوات في أوروبا مُسِنة.
وفي حديثه إلى الإكليريكيين طلب منهم البابا فرنسيس أن يكونوا أشخاصا عاديين بدون أن يتخيلوا أنفسهم رسلا عظماء أو متعبدين صغارا. وتابع الأب الأقدس أن تحقيق هذا يتطلب أيضا رؤساءً عامين عاديين، يبتعدون عن الرياء الذي يمكنه أن يُفسد طريق الشباب. وشدد البابا فرنسيس على ضرورة أن يعمل الرؤساء العامون على خلق الثقة كما وحذر من خلق تطابق بين الشباب، فلكل شاب تميزه ولا يمكن أن يكون هناك نموذج للجميع، فلسنا جميعا متشابهين بل لكل منا بطاقة هوية خاصة.
ومن النقاط الأخرى التي تطرق إليها لقاء البابا فرنسيس اليسوعيين في مالطا المسيرة السينودسية والتي يثق الأب الأقدس في أنها تسير إلى الأمام وليست هناك عودة إلى الوراء. وقال قداسته إن السينودس الأخير قد كشف بوضوح الرغبة في التأمل حول لاهوت السينودسية وذلك للقيام بخطوة حاسمة نحو كنيسة سينودسية. تحدث البابا فرنسيس أيضا عن الهجرة في البحر المتوسط واصفا إياها بمشكلة بالنسبة لأوروبا لا فقط لدول وصول المهاجرين. وشدد على ضرورة السير إلى الأمام فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية وذلك للقضاء على ثقافة الإقصاء. ووصف مآسي عبور الصحراء والاتجار بالبشر والتعذيب والرحلات البحرية بعارٍ على البشرية يطبع سياسات الدول.
هذا وكانت حماية الخليقة من المواضيع الأخرى في هذا اللقاء، حيث أكد البابا فرنسيس أنه لا يمكن الفصل بين البشارة ومحاربة التغيرات المناخية، وتابع أن العناية بالبيت المشترك هي بشارة في حد ذاتها، ووصف عدم الاعتناء بالخليقة بخطيئة ضد هذه العطية التي وهبنا إياها الله.