رئيس مجلس أساقفة آسيا الوسطى يقيّم زيارة البابا الأخيرة إلى كازاخستان
الزيارة الرسولية التي اختُتمت في الخامس عشر من أيلول سبتمبر الجاري، ما تزال لغاية اليوم محط اهتمام الكثيرين في كازاخستان وفي آسيا الوسطى عموماً. وما يزال المجتمع المدني والكنيسة يتأملان في كلمات السلام التي تفوه بها الحبر الأعظم في الخطاب الذي ألقاه أمام ممثلي مختلف الديانات، خلال مؤتمر قادة الديانات العالمية والتقليدية. في حديثه لموقعنا الإلكتروني قال سيادته إن الزيارة البابوية تضمنت أبعاداً عدة، وتناولت الوضع السياسي ومستقبل كازاخستان، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، وقد شكلت أيضا مصدر تشجيع للعديد من المسؤولين في عالم السياسة. رداً على سؤال بشأن الثمار التي حملتها زيارة البابا أشار المطران سييرا إلى الحماسة التي ميزت أبناء الكنيسة موضحا أن العديد من هؤلاء اقتربوا مجدداً من الإيمان. كما أن أشخاصا كثيرين، لاسيما في المدن والجماعات الصغيرة أدركوا أهمية تعزيز هويتهم ككنيسة وكعائلة. وأضاف أنه بعد القداس الذي احتفل به البابا في الرابع عشر من أيلول سبتمبر، يوم عيد ارتفاع الصليب، وردت معلومات بشأن ارتداد أشخاص اتخذوا في ذلك اليوم قرارا بأن يصبحوا كاثوليك. ولم يُخف وجود صعوبات إدارية وقانونية في وجه عملية الارتداد هذه، بيد أن الأهم هو ارتداد القلب. في سياق حديثه عن الأوضاع الكنسية في كازاخستان قال رئيس مجلس أساقفة آسيا الوسطى إن الكنيسة فتية وعمرها حوالي ثلاثين عاماً فقط، وقد فقدت العديد من أبنائها في السنوات الأخيرة بسبب الهجرة، لكنها تنمو في الإيمان وفي تثبيت هويتها ككنيسة سائرة في آسيا الوسطى. وتطرق إلى التنوع العرقي الذي يميّز أبناء الكنيسة في كازاخستان، والذي يميز أيضا السكان، ويساهم في ترسيخ الهوية ووحدة الإيمان في إطار الشركة مع البابا. لم تخلُ كلمات سيادته من الحديث عن مشاركة البابا فرنسيس في مؤتمر قادة الديانات العالمية والتقليدية الذي عُقد في العاصمة نور سلطان وقال بهذا الصدد إن كلمات البابا لاقت أصداء إيجابية بين غير المسيحيين، وقد قدم الحبر الأعظم درساً في الحوار والانفتاح، دون أن يترك هامشاً للنسبية. وروى المطران سييرا أن عدداً من المسلمين المتدينين وجهوا رسائل إلى أصدقائهم الكاثوليك، علقوا فيها إيجاباً على كلمات البابا برغوليو واقتبسوا منها بعض المقتطفات. وقد ثمّن كثيرون كلمات البابا بشأن التقاليد المحلية وبعض المفكرين، واكتشفوا أن الكاثوليك لم يأتوا إلى كازاخستان لغزوها وتدميرها، بل ليساهموا في نمو الثقافة المحلية بشكل يعود بالفائدة على الجميع. وختم رئيس مجلس أساقفة آسيا الوسطى حديثه لموقعنا معرباً عن قناعته بأن البابا فرنسيس هو القائد العالمي الوحيد القادر على التشجيع على البحث عن درب مشتركة، وعن مسيرة سلام مشتركة بغض النظر عن انتماءات الأشخاص. |