البابا فرنسيس يتلو صلاة افرحي يا ملكة السماء البابا فرنسيس يتلو صلاة افرحي يا ملكة السماء  

البابا فرنسيس: لتساعدنا العذراء مريم لكي نحب الكنيسة ونجعل منها بيتًا مضيافًا للجميع

"على الرغم من جميع محدودياتها وسقطاتها، التي هي محدودياتنا وسقطاتنا، تبقى أمنا الكنيسة جسد المسيح. وهناك، في جسد المسيح، لا تزال مطبوعة للأبد علامات محبّته العظيمة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة إفرحي يا ملكة السماء مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها اليوم، أحد الرحمة الإلهية، يخبرنا الإنجيل عن ظهورين ليسوع القائم من بين الأموات للتلاميذ وخاصة لتوما، "الرسول غير المؤمن".

تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ توما، في الواقع، ليس الوحيد الذي يجد صعوبة في الإيمان، لا بل هو يمثلنا جميعًا إلى حد ما. في الواقع، ليس من السهل دائمًا أن نؤمن، لاسيما عندما، وكما في حالة توما، نكون قد عانينا من خيبة أمل كبيرة. لقد تبع يسوع لسنوات، وواجه الأخطار وتحمَّل المصاعب، لكن المُعلِّم صُلب كمجرم ولم يحرِّره أحد، ولم يفعل أحد شيئًا! مات وكان الجميع خائفين. فكيف يمكنه أن يثق مجدّدًا؟

أضاف الأب الأقدس يقول ومع ذلك، يُظهر توما أنه يتحلّى بالشجاعة: فبينما كان الآخرون مُنغلقين في العليّة، كان يخرج، مواجهًا خطر أن يتعرف عليه شخص ما، ويبلغ عنه ويتمَّ القبض عليه. يمكننا حتى أن نعتقد أنه ولشجاعته يستحق أكثر من الآخرين أن يلتقي بالرب القائم من بين الأموات. ولكن، لأنه لم يكن مع التلاميذ، عندما ظهر يسوع لهم لأول مرة في مساء عيد الفصح، فوَّت توما الفرصة. فكيف يمكنه استعادتها؟ من خلال العودة إلى الآخرين، بعودته إلى تلك العائلة التي تركها خائفة وحزينة. وعندما عاد، أخبره التلاميذ أن يسوع قد جاء، لكنه وجد صعوبة في الإيمان؛ وأراد أن يرى جراحه. فاستجاب يسوع لطلبه: وبعد ثمانية أيام، ظهر يسوع مرة أخرى وسط تلاميذه وأظهر لهم جراحه، علامات حبه، والقنوات المفتوحة على الدوام لرحمته.

تابع الحبر الأعظم يقول لنتأمّل حول هذه الحقائق. لكي يؤمن، أراد توما علامة خارقة: أن يلمس الجراح. فأظهرها له يسوع، وإنما بطريقة عادية، بحضوره أمام الجميع في الجماعة. وكأنه يقول له: إذا كنت تريد أن تلتقي بي، فلا تبحث بعيدًا، ابق في الجماعة، مع الآخرين؛ لا ترحل عنهم، صلِّ معهم واكسر الخبز معهم. هناك يمكنك أن تجدني، وهناك سأريك، مطبوعة في جسدي، علامات الجراح: علامات الحب الذي ينتصر على الحقد، والمغفرة التي تُجرّد الانتقام من أسلحته، والحياة التي تهزم الموت. هناك، في الجماعة، ستكتشف وجهي، بينما تشارك مع إخوتك وأخواتك لحظات الشك والخوف، وتتشبث بهم بقوة أكبر.

أضاف الأب الأقدس يقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، إنَّ الدعوة التي وجِّهت لتوما تصلح بالنسبة لنا أيضًا. أين نبحث عن القائم من بين الأموات؟ في بعض المناسبات الخاصة، في بعض الأحداث الدينية المذهلة أو اللافتة للنظر، في عواطفنا وأحاسيسنا فقط؟ أم في الجماعة وفي الكنيسة، ونقبل تحدي أن نبقى فيها حتى لو لم تكن كاملة؟ على الرغم من جميع محدودياتها وسقطاتها، التي هي محدودياتنا وسقطاتنا، تبقى أمنا الكنيسة جسد المسيح. وهناك، في جسد المسيح، لا تزال مطبوعة للأبد علامات محبّته العظيمة. ولكن، لنسأل أنفسنا إذا كنا، باسم هذا الحب، وباسم جراح يسوع، على استعداد لكي نفتح أذرعنا للذين جرحتهم الحياة، بدون أن نستبعد أي شخص عن رحمة الله، فنقبل الجميع؛ كل فرد منهم كأخٍ وأخت لنا.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء بالقول لتساعدنا العذراء مريم، أمّ الرحمة، لكي نحب الكنيسة ونجعل منها بيتًا مضيافًا للجميع.

16 أبريل 2023, 12:28


ما هي صلاة إفرحي يا ملكة السماء؟
إن أنتيفونة إفرحي يا ملكة السماء "Regina Caeli" هي إحدى الأنتيفونات الأربع المريميّة (الأنتيفونات الأخرى هي يا أم الفادي القدّيسة "Alma Redemptoris Mater"، السلام عليك يا سلطانة السماء "Ave Regina Coelorum" والسلام عليك أيتها الملكة "Salve Regina")
عام ١٧٤٢ طلب البابا بندكتس الرابع عشر أن تتمَّ تلاوتها مكان الصلاة التبشير الملائكي وقوفًا، كعلامة للإنتصار على الموت، خلال الزمن الفصحي، أي من أحد الفصح وإلى يوم العنصرة.
تتلى، كالتبشير الملائكي، ثلاث مرات في اليوم: عند الفجر وعند الظهر وعند الغروب من أجل تكريس النهار لله ومريم.
بحسب تقليد تقوي تعود هذه الأنتيفونة إلى القرن السادس أو القرن العاشر، ولكن انتشارها يعود على النصف الأوّل من القرن الثالث عشر عندما تمَّ إدخالها في كتاب صلوات الساعات الفرنسيسكاني. تتكوّن هذه الصلاة من أربع جمل تنتهي كلٌّ منها بالـ "هللويا" وهي الصلاة التي يوجّهها المؤمنون إلى مريم ملكة السماء ليفرحوا معها بقيامة المسيح.
هذا وكان البابا فرنسيس خلال تلاوة صلاة التبشير الملائكي في السادس من نيسان آبريل لعام ٢٠١٥، في إثنين الفصح، قد أشار إلى استعداد القلب عندما تتلى هذه الصلاة وقال: "...نتوجه إلى مريم وندعوها لتفرح، لأنَّ الذي حملته في أحشائها قد قام من بين الأموات، كما وعد، ونكل ذواتنا لشفاعتها. إن فرحنا، في الواقع، هو انعكاس لفرح مريم، لأنها هي التي حفظت وتحفظ بإيمان الأحداث التي عاشها يسوع. لنصلي إذا هذه الصلاة بتأثُّر الأبناء السعداء لأنَّ أمهم سعيدة".



آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >