البابا يعقد مؤتمراً صحفياً على متن الطائرة في طريق عودته من بودابيست إلى روما
رداً على سؤال لأحد الصحفيين المجريين بشأن الخبرات الشخصية التي عاشها مع أبناء المجر قال البابا: كانت لدي خبرات في الستينيات عندما كنت أدرس في تشيلي، كان على العديد من اليسوعيين المجريين أن يذهبوا إلى هناك لأنهم طردوا من المجر. ثم بقيت صديقًا مقربًا للراهبات المجريات لماري وارد، اللواتي كان لديهنَّ مدرسة على بعد ٢٠ كيلومترًا من بوينس آيرس. كنت أقوم بزيارتها مرتين في الشهر وكنت نوعًا ما مرشدًا هناك وكذلك مع جماعة مجريّة من أشخاص علمانيين مجريين كانوا يعملون في بوينس آيرس، وكنت أعرفهم جيدًا. وأضاف قائلا: إن المجريين الذين تعرفّت عليهم كانت لديهم ثقافة عظيمة، حتى الذين لم يكونوا من طبقة اجتماعية عالية، حتى البسطاء كانت لديهم ثقافة أساسية عالية جدًا. في سياق حديثه عن السلام والهجرة قال فرنسيس: أعتقد أن السلام يُصنع دائمًا من خلال فتح قنوات، لا يمكننا أن نحقق السلام أبدًا بالانغلاق. أدعو الجميع لكي يفتحوا علاقات وقنوات صداقة ... وهذا ليس بالأمر السهل. إن الكلام الذي أقوله بشكل عام، قلته مع أوربان وقلته تقريبًا في كل مكان. فيما يتعلق بالهجرة: أعتقد أنها مشكلة يجب على أوروبا أن تمسكها في يدها، لأن هناك خمس دول تعاني أكثر من غيرها: قبرص واليونان ومالطا وإيطاليا وإسبانيا، لأنها دول متوسطية ومعظمها من دول البحر الأبيض المتوسط. وإذا لم تتولى أوروبا مسؤولية التوزيع العادل للمهاجرين، فستكون المشكلة لهذه البلدان فقط. أعتقد أنّه على أوروبا أن تجعلنا تشعر أنها اتحاد الأوروبي حتى إزاء هذا الأمر. رداً على سؤال بشأن لقائه مع المتروبوبوليت هيلاريون قال البابا: إنه شخص أحترمه كثيرًا، ودائمًا ما كانت لدينا علاقة جيدة. إنَّ هيلاريون هو شخص ذكي ومن الممكن التحدث معه، ومن الضروري الحفاظ على هذه العلاقات، لأننا إذا تحدثنا عن المسكونية على يدنا أن تكون ممدودة للجميع وإنما علينا أيضًا أن نقبل اليد التي تمتدُّ لنا. لقد تحدثت مع البطريرك كيريل مرة واحدة فقط منذ بدء الحرب، ٤٠ دقيقة عبر منصّة zoom، ولا يزال عالقًا اللقاء الذي كان من المفترض عقده في القدس في تموز يوليو أو حزيران يونيو من العام الماضي، ولكن تم تعليقه بسبب الحرب: إنه لقاء علينا أن نقوم به. كذلك مع الروس أيضًا، تربطني علاقة جيدة مع السفير الذي يغادر الآن، وكان السفير لدى الكرسي الرسولي لمدة سبع سنوات، إنه رجل عظيم، رجل كما يجب. في معرض حديثه عن وضعه الصحي ودخوله المستشفى قال البابا: ما تعرضت له هو وعكة قوية في ختام مقابلة الأربعاء العامة، لم أكن مرتاحاً لتناول الغداء، نمتُ قليلاً، لم أغب عن الوعي، لكن حرارتي كانت مرتفعة، كانت مرتفعة، وعند الساعة الثالثة من بعد الظهر نقلني الطبيب فوراً إلى قسم الإسعافات الأولية: التهاب رؤي حاد وقوي في الجزء الأسفل للرئتين. يمكنني أن أقول – بحمد الله – إن الجسم تجاوب جيداً مع العلاج. فيما يتعلق بزيارته المرتقبة إلى ليشبونة في آب أغسطس المقبل لمناسبة اليوم العالمي للشبيبة قال البابا: لقد تحدث إلى المطران أميريكو أغويار، (الأسقف المعاون على ليشبونة ورئيس مؤسسة الأيام العالمية للشبيبة ٢٠٢٣)، أنا سأذهب إلى هناك، سوف أذهب، وآمل بأن يتم كل شيء على ما يرام. إنكم ترون أن الوضع ليس كما كان عليه منذ سنتين، إني أحمل العصا، وقد تحسنت حالتي، ولم تُلغ الزيارة لغاية الآن. وهناك أيضا الزيارة المرتقبة إلى مرسيليا، ثم إلى مونغوليا، وزيارة أخرى لا أتذكر إلى أين. البرنامج يتضمن الكثير من التحركات. سوف نرى! رداً على سؤال بشأن إعادة التحف التي تم الاستحواذ عليها في حقبة الاستعمار قال فرنسيس: الوصية السابعة تقول إذا سرقت، عليك أن تعيد ما سرقته! لكن إذا نظرنا إلى التاريخ نرى أن الحروب، شأن الاستعمار أيضا، تحمل على تبني قرارات تتعلق بأخذ ما هو جيد لدى الآخر. ثم فيما يتعلق بإعادة التحف الخاصة بالسكان الأصليين، فهذا ما يحصل مع كندا، وقد اتفقنا على ذلك.إن الخبرة التي عشناها مع السكان الأصليين في كندا كانت مثمرة جدا. وفي الولايات المتحدة يقوم اليسوعيون بشيء مماثل مع السكان الأصليين داخل الولايات المتحدة. لنعد إلى مسألة إعادة التحف. إذا كان هذا الأمر ممكناً، وضرورياً، من الأفضل أن يتحقق. أحياناً لا يمكن أن يحصل ذلك، إذ لا توجد الإمكانية السياسية أو الإمكانية الواقعية والملموسة. لكن إذا أمكن ذلك، فليتحقق، من فضلكم، لأنه يعود بالفائدة على الجميع، وكي لا نعتاد على وضع يدنا في جيوب الآخرين! في معرض إجابته على سؤال بشأن المساعدة التي طلبها رئيس الوزراء الأوكراني من البابا كي يُعاد الأطفال الأوكرانيون الذين نُقلوا قسراً إلى روسيا قال فرنسيس: أعتقد أن المساعدة ممكنة لأن الكرسي الرسولي سبق أن لعب دور الوسيط في بعض عمليات تبادل الأسرى، من خلال السفارات وقد تكلل الأمر بالنجاح، وأعتقد أنه يمكن أن ينجح هذا الجهد أيضا. إنه أمر مهم، والكرسي الرسولي مستعد لذلك لأنها مسألة محقة، ولا بد أن نمد يد المساعدة، كي لا يتحول الأمر إلى مسبباً للحرب، بل إلى حالة إنسانية. إنها قضية إنسانية قبل أن تكون مسألة متعلقة بغنائم الحرب. كل المبادرات الإنسانية تساعد، بيد أن مبادرات القسوة لا تساعد. علينا أن نفعل كل مع هو ممكن إنسانياً. إني أفكر أيضا، واسمحوا لي أن أقول ذلك، بالنساء اللواتي يأتين إلى بلداننا: إيطاليا، إسبانيا، بولندا، المجر، كثير من النساء يأتين مع أطفالهن، فيما قُتل أزواجهن أو يحاربون على الجبهات. صحيح أن النساء يُساعدنَ في لحظات الحماسة هذه، لكن يجب ألا نفقد هذه الحماسة، لأنه عندها تبقى تلك النسوة بدون حماية، ويتعرضن لخطر الوقوع في أيدي الوحوش المفترسة التي تبحث عن ذلك. لنتنبه إلى عدم فقدان هذا الاهتمام في المساعدة حيال النازحين. ولا بد أن نفعل ذلك كلنا. شكرا.
النص الكامل للمؤتمر الصحفي:
ماتيو بروني: مساء الخير، صاحب القداسة، أشكركم على كلماتكم في هذه الأيام في اللقاءات العديدة مع مختلف مكونات المجتمع المجري، والتي تشكّل استمرارًا للقاءات التي عقدتموها في سبتمبر ٢٠٢١، وأشكركم أيضًا على هذه الفرصة لمواصلة الحديث عن الزيارة معكم... شكرا جزيلا. البابا فرنسيس: مساء الخير وشكرا لعملكم وعلى رفقتكم. لقد كانت ثلاثة أيام مكثفة ولكنها جيدة. والآن أترك الكلام لكم. ماتيو بروني: السؤال الأول يأتي من الصحفي المجري أنتال هوباي من التلفزيون المجري: أنتال هوباي - RTL KLUB: صباح الخير، نعلم أنكم، أيها الأب الأقدس، قد عشتم خبرات شخصية مختلفة مع المجريين في حياتكم، هل تغيرت؟ وإذا كانت قد تغيرت، كيف هي رؤيتكم بعد اللقاءات التي عشتموها الآن في المجر؟ البابا فرنسيس: نعم بالفعل كانت لدي خبرات في الستينيات عندما كنت أدرس في تشيلي، كان على العديد من اليسوعيين المجريين أن يذهبوا إلى هناك لأنهم طردوا من المجر. ثم بقيت صديقًا مقربًا للراهبات المجريات لماري وارد، اللواتي كان لديهنَّ مدرسة على بعد ٢٠ كيلومترًا من بوينس آيرس. كنت أقوم بزيارتها مرتين في الشهر وكنت نوعًا ما مرشدًا هناك وكذلك مع جماعة مجريّة من أشخاص علمانيين مجريين كانوا يعملون في بوينس آيرس، وكنت أعرفهم جيدًا. لم أكن أفهم اللغة ولكني كنت أفهم كلمتين غولاش وتوكاي! لقد كانت خبرة جميلة لقد تأثرت بشدة بألمهم لكونهم لاجئين ولعدم قدرتهم على العودة إلى ديارهم. وراهبات ماري وارد اللواتي بقين هناك [في المجر]، كُنَّ يختبئن في شقق لكي يُمسك بهنَّ النظام. من ثمَّ تعمَّقت في المسألة لكي أقنع الكاردينال مايندزنتي بالمجيء إلى روما. كما شهدت أيضًا على الحماس القصير لعام ١٩٥٦ ومن ثم على خيبة الأمل اللاحقة. وهل تغير رأيك منذ ذلك الحين؟ البابا فرنسيس: لا، لم يتغير: ربما اغتنى، اغتنى بمعنى أن المجريين الذين تعرفّت عليهم كانت لديهم ثقافة عظيمة، حتى الذين لم يكونوا من طبقة اجتماعية عالية، حتى البسطاء كانت لديهم ثقافة أساسية عالية جدًا. وكانوا يتحدثون عادة الألمانية أو الإنجليزية، لأن اللغة الهنغارية لا يتم التحدث بها خارج المجر - فقط في الجنة يتم التحدث بها لأنهم يقولون إن تعلم اللغة المجرية يستغرق وقتًا طويلاً. وهذا لم يتغير، بل على العكس: لقد رأيت الأسلوب الذي كنت أعرفه. ماتيو بروني: السؤال الثاني يأتي من إيليانا روجيرو من وكالة آجي إيليانا روجيرو - AGI: أيها الأب الأقدس، لقد أطلقتم نداء لكي نفتح – ونعيد فتح - أبواب أنانيتنا للفقراء، والمهاجرين، والمقيمين بصفة غير قانونيّة. في لقائكم مع رئيس الوزراء المجري أوربان، هل طلبت منه إعادة فتح حدود طريق البلقان الذي أغلقه؟ ومن ثم، خلال الأيام الماضية، قابلتم أيضًا المطران هيلاريون: هل يمكن لهيلاريون وأوربان أن يصبحا قناتي انفتاح على موسكو من أجل تسريع عملية السلام في أوكرانيا، أو جعل لقاء بينكم وبين الرئيس بوتين ممكنًا؟ شكرًا. البابا فرنسيس: أعتقد أن السلام يُصنع دائمًا من خلال فتح قنوات، لا يمكننا أن نحقق السلام أبدًا بالإنغلاق. أدعو الجميع لكي يفتحوا علاقات وقنوات صداقة ... وهذا ليس بالأمر السهل. إن الكلام الذي أقوله بشكل عام، قلته مع أوربان وقلته تقريبًا في كل مكان. فيما يتعلق بالهجرة: أعتقد أنها مشكلة يجب على أوروبا أن تمسكها في يدها، لأن هناك خمس دول تعاني أكثر من غيرها: قبرص واليونان ومالطا وإيطاليا وإسبانيا، لأنها دول متوسطية ومعظمها من دول البحر الأبيض المتوسط. وإذا لم تتولى أوروبا مسؤولية التوزيع العادل للمهاجرين، فستكون المشكلة لهذه البلدان فقط. أعتقد أنّه على أوروبا أن تجعلنا تشعر أنها اتحاد الأوروبي حتى إزاء هذا الأمر. هناك مشكلة أخرى تتعلق بالهجرة وهي معدل الولادات. هناك دول مثل إيطاليا وإسبانيا حيث لا يُنجبون الأبناء. مؤخرًا ... تحدثت العام الماضي في لقاء للعائلات حول هذا الموضوع وكذلك رأيت أن الحكومة وحكومات أخرى تتحدث عن هذا الموضوع أيضًا. إنَّ متوسط العمر في إيطاليا هو ٤٦ عامًا، وهو أعلى من ذلك بالنسبة لإسبانيا، وهناك قرى صغيرة مهجورة. إن برنامج هجرة، يتم تحقيقه بشكل جيد مع النموذج الذي اتبعته بعض البلدان مع الهجرة – أفكر، على سبيل المثال، في السويد في زمن ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية – يمكنه أن يساعد أيضًا هذه البلدان ذات معدل المواليد المنخفض. ومن ثم، في النهاية، ما هو السؤال الأخير؟ آه نعم، هيلاريون: هيلاريون هو شخص أحترمه كثيرًا، ودائمًا ما كانت لدينا علاقة جيدة. وكان لطيفًا بما يكفي لكي يأتي لزيارتي، ثم كان حاضرًا في القداس ورأيته هنا أيضًا، في المطار. إنَّ هيلاريون هو شخص ذكي ومن الممكن التحدث معه، ومن الضروري الحفاظ على هذه العلاقات، لأننا إذا تحدثنا عن المسكونية – لا يمكننا أن نقول هذا يعجبني وذاك لا يعجبني... على يدنا أن تكون ممدودة للجميع وإنما علينا أيضًا أن نقبل اليد التي تمتدُّ لنا. لقد تحدثت مع البطريرك كيريل مرة واحدة فقط منذ بدء الحرب، ٤٠ دقيقة عبر منصّة zoom، ثم من خلال أنطوني، الموجود في مكان هيلاريون الآن، والذي يأتي لزيارتي: إنه أسقف كان كاهن رعية في روما وهو يعرف الأجواء جيّدًا، ومن خلاله أنا على تواصل دائم مع كيريل. لا يزال عالقًا اللقاء الذي كان من المفترض عقده في القدس في تموز يوليو أو حزيران يونيو من العام الماضي، ولكن تم تعليقه بسبب الحرب: إنه لقاء علينا أن نقوم به. كذلك مع الروس أيضًا، تربطني علاقة جيدة مع السفير الذي يغادر الآن، وكان السفير لدى الكرسي الرسولي لمدة سبع سنوات، إنه رجل عظيم، رجل كما يجب. شخص جاد ومثقف ومتوازن جدا. إنَّ العلاقة مع الروس هي أساسًا مع هذا السفير. لا أعرف ما إذا كنت قد قلت كل شيء. كان هذا السؤال؟ أم أنني نسيت شيئا؟ إيليانا روجيرو: إذا كان بإمكان هيلاريون وأوربان أيضًا تسريع عملية السلام في أوكرانيا بطريقة ما، وأن يجعلا اللقاء ممكنًا بينكم وبين بوتين، إذا كان بإمكانهما أن يكونا – بين مزدوجين – وسيطين؟ البابا فرنسيس: يمكنكِ أن تتخيلي أننا في هذا اللقاء لم نتحدث فقط عن ذات الرداء الأحمر، أليس كذلك؟ لقد تحدثنا عن جميع هذه الأمور. نحن نتحدث عن ذلك لأن الجميع مهتم بدرب السلام. أنا مُستعد. أنا على استعداد لكي أفعل كل ما يجب فعله. أيضًا، هناك مهمة جارية الآن، لكنها ليست علنية بعد. سأخبركم عندما ستصبح كذلك. ماتيو بروني السؤال الثالث هو لأورا ماريا فيستاس ميغيل، الموجودة على يسارك: أورا ماريا فيستاس ميغيل - Rádio Renascença – البرتغال: يا صاحب القداسة، الزيارة المقبلة ستكون إلى ليشبونة، لدي سؤالان. كيف هي حالتك الصحية؟ لماذا فاجأنا دخولك إلى المستشفى، هناك من قال إنه أغمي عليك، هل لديك الطاقة الكافية للقاء آلاف الشبان في شهر آب أغسطس في ليشبونة؟ وبالنسبة للأيام العالمية للشبيبة هل تحب أن تدعو شاباً أوكرانيا وشاباً روسياً كعلامة للسلام بالنسبة للأجيال الجديدة؟ البابا فرنسيس: أولا السؤال بشأن الوضع الصحي. ما تعرضت له هو وعكة قوية في ختام مقابلة الأربعاء العامة، لم أكن مرتاحاً لتناول الغداء، نمتُ قليلاً، لم أغب عن الوعي، لكن حرارتي كانت مرتفعة، كانت مرتفعة، وعند الساعة الثالثة من بعد الظهر نقلني الطبيب فوراً إلى قسم الإسعافات الأولية: التهاب رؤي حاد وقوي في الجزء الأسفل للرئتين. يمكنني أن أقول – بحمد الله – إن الجسم تجاوب جيداً مع العلاج. الحمد لله. هذا ما حصل معي. فيما يتعلق بليشبونة: قبل يوم على مغادرتي تحدث إلى المطران أميريكو (أغويار، الأسقف المعاون على ليشبونة ورئيس مؤسسة الأيام العالمية للشبيبة ٢٠٢٣) الذي جاء للاطلاع على الأوضاع. نعم، أنا سأذهب إلى هناك، سوف أذهب، وآمل بأن يتم كل شيء على ما يرام. إنكم ترون أن الوضع ليس كما كان عليه منذ سنتين، إني أحمل العصا، وقد تحسنت حالتي، ولم تُلغ الزيارة لغاية الآن. وهناك أيضا الزيارة المرتقبة إلى مرسيليا، ثم إلى مونغوليا، وزيارة أخرى لا أتذكر إلى أين. البرنامج يتضمن الكثير من التحركات. سوف نرى! أورا ماريا فيستاس ميغيل: بالنسبة للقاء مع شابين من روسيا وأوكرانيا؟ البابا فرنسيس: أميريكو يفكر بشيء ما، لقد قال لي إنه يُعد لشيء ما، وهو يفعل ذلك بصورة جيدة. ماتيو بروني: السؤال الرابع هو لنيكول وينفيلد، يا صاحب القداسة، وسنرى ما إذا كان الوقت يسمح لنا ... نيكول وينفيلد - Associated Press: أيها الأب الأقدس، أود أن أسألك شيئا مختلفا: لقد قمت مؤخراً ببادرة مسكونية هامة، إذ وهبت اليونان ثلاثة أجزاء من تماثيل الـ"بارثينون"، التي كانت في المتاحف الفاتيكانية. وقد وجدت هذه البادرة أصداء من خارج العالم الأرثوذكسي أيضا، لأن الكثير من متاحف الغرب تناقش إعادة التحف التي تم الاستحواذ عليها في حقبات الاستعمار، كمبادرة عدالة حيال هؤلاء الأشخاص. أود أن أسألك إذا كنت جاهزاً للقيام بمبادرات أخرى مماثلة. أفكر على سبيل المثال بالشعوب وبجماعات السكان الأصليين في كندا، الذين طالبوا باستعادة تُحف محفوظة في المتاحف الفاتيكانية، كجزء من عملية التعويض على الأضرار التي تعرضوا لها خلال حقبة الاستعمار. البابا فرنسيس: هذه قبل كل شيء هي الوصية السابعة: إذا سرقت، عليك أن تعيد ما سرقته! لكن إذا نظرنا إلى التاريخ نرى أن الحروب، شأن الاستعمار أيضا، تحمل على تبني قرارات تتعلق بأخذ ما هو جيد لدى الآخر. ما حصل هو مبادرة عادلة كان لا بد من القيام بها، فيما يتعلق بالـ"بارثينون"، أن نعطي شيئا. وإذا جاء غداً المصريون للمطالبة باستعادة المسلة، ماذا نفعل؟ لا بد من القيام بالتمييز في هذه الحالات. ثم فيما يتعلق بإعادة التحف الخاصة بالسكان الأصليين، فهذا ما يحصل مع كندا، وقد اتفقنا على ذلك. والآن سأطلع على هذا الموضوع. إن الخبرة التي عشناها مع السكان الأصليين في كندا كانت مثمرة جدا. وفي الولايات المتحدة يقوم اليسوعيون بشيء مماثل مع السكان الأصليين داخل الولايات المتحدة. لقد حدثني عن هذا الأمر الرئيس العام. لنعد إلى مسألة إعادة التحف. إذا كان هذا الأمر ممكناً، وضرورياً، من الأفضل أن يتحقق. أحياناً لا يمكن أن يحصل ذلك، إذ لا توجد الإمكانية السياسية أو الإمكانية الواقعية والملموسة. لكن إذا أمكن ذلك، فليتحقق، من فضلكم، لأنه يعود بالفائدة على الجميع، وكي لا نعتاد على وضع يدنا في جيوب الآخرين! ماتيو بروني: سؤال أخير: إيفا فرنانديز من Radio Copeالموجودة هنا: إيفا فرنانديز من Radio Cope: رئيس الوزراء الأوكراني طلب مساعدتكم من أجل إعادة الأطفال الذين نُقلوا قسراً إلى روسيا. أتعتقد أن مساعدته ممكنة؟ شكرا. البابا فرنسيس: أعتقد أنها ممكنة لأن الكرسي الرسولي سبق أن لعب دور الوسيط في بعض عمليات تبادل الأسرى، من خلال السفارات وقد تكلل الأمر بالنجاح، وأعتقد أنه يمكن أن ينجح هذا الجهد أيضا. إنه أمر مهم، والكرسي الرسولي مستعد لذلك لأنها مسألة محقة، ولا بد أن نمد يد المساعدة، كي لا يتحول الأمر إلى مسبباً للحرب، بل إلى حالة إنسانية. إنها قضية إنسانية قبل أن تكون مسألة متعلقة بغنائم الحرب. كل المبادرات الإنسانية تساعد، بيد أن مبادرات القسوة لا تساعد. علينا أن نفعل كل مع هو ممكن إنسانياً. إني أفكر أيضا، واسمحوا لي أن أقول ذلك، بالنساء اللواتي يأتين إلى بلداننا: إيطاليا، إسبانيا، بولندا، المجر، كثير من النساء يأتين مع أطفالهن، فيما قُتل أزواجهن أو يحاربون على الجبهات. صحيح أن النساء يُساعدنَ في لحظات الحماسة هذه، لكن يجب ألا نفقد هذه الحماسة، لأنه عندها تبقى تلك النسوة بدون حماية، ويتعرضن لخطر الوقوع في أيدي الوحوش المفترسة التي تبحث عن ذلك. لنتنبه إلى عدم فقدان هذا الاهتمام في المساعدة حيال النازحين. ولا بد أن نفعل ذلك كلنا. شكرا. شكرا لكم، وأتمنى لكم عشاء شهياً. لا أعرف ما إذا كانت الوجبة عشاءً أم أنها شيء للتحايل على الجوع! شكراً جزيلا على عملكم. |