رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اللقاء الأوروبي السادس والأربعين الذي تنظمه جماعة تيزيه
وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة بمناسبة اللقاء الأوروبي السادس والأربعين الذي تنظمه جماعة تيزيه ويُعقد في لوبليانا في سلوفينيا من الثامن والعشرين من كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٣ وحتى الأول من كانون الثاني يناير ٢٠٢٤، ويتمحور حول موضوع "السير معا". وحيّا الأب الأقدس المشاركين في اللقاء وعبّر عن قربه منهم ولفت إلى أن الأيام العالمية الأخيرة للشباب أتاحت لهم عيش خبرة الصداقة الجميلة مع الله ومع الآخرين.
وإذ أشار إلى أننا نعيش في عالم مليء بالضجيج حيث تختنق قيمتا الصمت والإصغاء، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى إعادة اكتشاف البُعد العميق للإصغاء قائلاً إن الإصغاء فِعل محبة، وهو في قلب الثقة. وإذ سلط الضوء أيضا على أننا نعيش أوقاتا صعبة حيث هناك نزاعات وحروب منتشرة في العالم، لأن لا أحد يُصغي، حث الأب الأقدس في رسالته إلى المشاركين في اللقاء الأوروبي الذي تنظمه جماعة تيزيه على الجرأة لبناء عالم مختلف، عالم إصغاء وحوار وانفتاح، وعلى إظهار أحلام أخرى لا يُقدّمها هذا العالم، والشهادة لجمال السخاء والخدمة والنقاء والشجاعة والمغفرة، والأمانة للدعوة الشخصية، والصلاة والسعي إلى العدالة والخير العام، ومحبة الفقراء والصداقة الاجتماعية.
كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن من بين التحديات التي عليهم مواجهتها تحدّي السير معًا للعمل من أجل تحول نوعي للحياة في مجتمعاتنا مسلطا الضوء على أن السير معا يعني قطع الطريق أمام التهميش والانغلاق والاقصاء. وأضاف أنهم يصبحون بُناة جسور بين الشعوب والثقافات والديانات من أجل عالم مستقر ومنفتح. ولفت الأب الأقدس أيضا إلى أنه إزاء تحديات اليوم وهشاشتنا، يشعر بعض الأشخاص أحيانًا بأنهم "بدون مسكن". وعندما نواجه هذه التحديات معا، يمكن أن تكون هناك خبرات جمال وسمو تساعدنا على إعادة اكتشاف الشرارة التي تجعلنا ننطلق مجددا بحيوية جديدة.
ومن خلال أقوالكم وأعمالكم، وجّهوا رسالة قوية إلى عالمنا الذي يرفض الفئات الضعيفة – قال البابا فرنسيس في ختام رسالته إلى المشاركين في اللقاء الأوروبي السادس والأربعين الذي تنظمه جماعة تيزيه - وأضاف اجعلوا من أحلامكم، أحلام المحبة والعدالة والسلام، واقعًا ملموسًا. لا تدعوا أحلاكم تُسلب منكم وساهموا في بناء مجتمع جدير بهذا الاسم.