البابا فرنسيس يناقش التحديات العالمية مع لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية ٢٠٢٤
ودعا قداسة البابا فرنسيسإلى النهوض بالأخوة الإنسانية في كل مكان وفي كافة المجالات استجابة للتحديات العالمية الملحة، وذلك خلال اجتماعه بلجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية ٢٠٢٤ في الفاتيكان في الثامن عشر من كانون الأول ديسمبر الجاري، وشجع البابا فرنسيس أعضاء لجنة التحكيم، الذين يمثلون معًا إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية على تعزيز قيم الأخوة الإنسانية سواءٌ من خلال الجائزة أو من خلال مجالات تخصصهم. وقال البابا فرنسيس، أحد الفائزين الفخريين بالجائزة: "إن الأخوة الإنسانية مهمةٌ لعالمنا المعاصر، لاسيما في ظل الصراعات والحروب المستمرة التي يخسر فيها جميع الأطراف ويدفع ثمنها الأبرياء." كما حثَّ البابا أعضاء لجنة التحكيم على مواصلة نشر قيم الأخوة الإنسانية في مجالاتهم وتخصصاتهم المختلفة.
من جانبهم، أعرب أعضاء لجنة التحكيم عن امتنانهم للبابا فرنسيس لتعزيز قداسته لقيم الأخوة الإنسانية خلال بابويته للكنيسة الكاثوليكية لا سيّما قيم التضامن وحماية البيئة والمساواة. وأثنوا على البابا فرنسيس وكذلك فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر لاجتماعهما التاريخي عام ٢٠١٩ للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، وأكدوا أن القيم الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية هي بمثابة البوصلة التي يسترشدون بها خلال عملية اختيار المكرمين بالجائزة في دورتها ٢٠٢٤.
أعضاء لجنة التحكيم المستقلة هم الرئيسة السابقة لجمهورية إندونيسيا ميجاواتي سوكارنوبوتري، والعميد المتفرغ لدائرة الكرسي الرسولي للكنائس الشرقية نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، والأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ريبيكا جرينسپان مايوفيس، ورئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية الحاخام أبراهام كوبر، والمديرة العامة السابقة لليونسكو والوزيرة البلغارية السابقة إيرينا بوكوفا، والأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام.
وقال المستشار محمد عبد السلام نيابةً عن اللجنة: "نقدر حقًا لقاء اليوم والحوار الملهم مع البابا فرنسيس، والذي يأتي قبيل الذكرى السنوية الخامسة لتوقيع البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر على وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية. لقد قوَّى هذا اللقاء من عزمنا لإحياء قيم الأخوة الإنسانية سواءٌ في عملنا المشترك أو في مجلاتنا المتخصصة". وقالت فخامة ميجاواتي سوكارنوبوتري: "لقد تشرفت بلقاء قداسة البابا فرنسيس اليوم ومناقشة الاهتمامات المشتركة ليس فيما يتعلق بحالة الإنسانية فحسب، ولكن أيضًا كيف يمكننا، بوصفنا أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، أن نساهم في معالجة هذه الأوضاع التي تعاني منها الإنسانية". وقال نيافة الكاردينال ساندري: "كانت مناقشتنا مع قداسة البابا فرنسيس بمثابة تذكير لنا، كلجنة تحكيم، بمسؤوليتنا المشتركة المتمثلة في الاحتفاء بالأفراد والكيانات التي تنشر القيم التي تنص عليها وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية."
وقال الحاخام أبراهام كوبر: "كان لقاؤنا اليوم مع البابا فرنسيس مصدر تشجيعٍ لنا للمضي قدمًا في جهودنا كلجنة تحكيم نحو اختيار الفائز الذي يُلهِم التزامه بخدمة الإنسانية وتحقيق رفعتها كل الناس في مختلف أنحاء العالم". وقالت إيرينا بوكوفا: "إنني سعيدة لأن كل أعضاء لجنة التحكيم يتشاركون نفس النهج والفهم المشترك للقيم التي تحتفي بها جائزة زايد للأخوة الإنسانية والتي تهدف إلى تكريم الأبطال الذي يجسدون قيم الأخوة الإنسانية والتراحم والتعاطف في حياتهم اليومية ويلهمون غيرهم للاقتداء بهم في السعي نحو خلق عالمٍ أكثر سلامًا وتناغمًا".
هذا وستواصل لجنة التحكيم لعام ٢٠٢٤، خلال فترة وجودها في روما، مراجعة الترشيحات لاختيار الفائز (الفائزين) بالجائزة في دورتها ٢٠٢٤، ومن المقرر الإعلان عن الفائز في فبراير، بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة. كما وتجدر الإشارة إلى أن جائزةُ زايد للأخوة الإنسانية هي جائزة دولية سنوية مستقلة تُكرم الأفراد والكيانات على مستوى العالم ممن يقدمون اسهاماتٍ جليلةٍ نحو تعزيز التقدم الإنساني والتعايش السلمي. وقد تأسست الجائزة التي تشمل جائزة مالية قيمتها مليون دولار أمريكي عام ٢٠١٩ بعد توقيع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في أبو ظبي، بالإمارات العربية المتحدة. ومنذ انطلاق الجائزة كُرِّمت منظمات إنسانية وناشطون وقادة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب (فائزين فخريين) والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والناشطة المناهضة للتطرف لطيفة بن زياتن، وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وقرينته جلالة الملكة رانيا العبد الله، ومنظمة المعرفة والحرية (فوكال) الإنسانية من هاييتي وجماعة سانت إيجيديو، وصانعة السلام الكينية شمسة أبو بكر فاضل.