البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في لقاء دولي تنظمه "SOMOS Community Care"
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة للمناسبة عبّر في مستهلها عن سروره للقائهم، وحيّا الدكتور رامون تالاج مؤسس "SOMOS Community Care"، والمطران فينشينسو باليا رئيس الأكاديمية الحبرية للحياة. وقال الأب الأقدس: لقد أردتم التأمل خلال هذه الأيام في أهمية إعادة تثمين دور وحضور طبيب الأسرة في المجالين الصحي والاجتماعي، ولفت في هذا الصدد إلى أن طبيب الأسرة شخصية أساسية تجمع بين الكفاءة والقُرب، وتوقف بالتالي في كلمته عند ناحيتين في هذه الرسالة.
وأشار البابا فرنسيس أولاً إلى أن الطبيب هو من يعتني، وقال إن العِلم اليوم قد قام بخطوات كبيرة جدا، ونستطيع الحصول على علاجات لم يكن من الممكن تخيّلها منذ بضعة عقود. وتابع كلمته مسلطا الضوء على أن الطب هو دائما وقبل كل شيء لقاء إنساني مكوّن من الرعاية والقُرب والاصغاء. هذه هي رسالة طبيب الأسرة، قال الأب الأقدس في كلمته، وأضاف أنه عندما نمرض، نبحث في الطبيب، وأبعد من الكفاءة المهنية، عن حضور صديق نعتمد عليه، يعطينا الثقة بأننا سنتعافى، وحتى عندما لا يكون ذلك ممكنا، لا يتركنا لوحدنا إنما يواصل مساعدتنا. وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أن القديس لوقا – الذي يسمّيه القديس بولس "الطَّبيب الحَبيب" (قولسي ٤، ١٤) – يصف تصرّف يسوع إزاء المرضى (راجع لوقا ٥، ١٢ – ٢٦؛ ٨، ٤٠ – ٥٦): كان يقترب منهم، يدخل إلى بيوتهم، يتكلم معهم، يصغي إليهم، ويشفيهم. وأضاف البابا فرنسيس يقول إن طبيب الأسرة هو حاضر وقريب وقادر على تقديم المودّة بالإضافة إلى الرعاية لأنه يعرف شخصيًا المرضى وأعزاءهم ويسير معهم، يومًا بعد يوم.
وتوقف البابا فرنسيس من ثم في كلمته عند السبب الثاني لأهمية دور طبيب الأسرة، كشخص قريب من الأسرة. وأشار إلى أن حضور طبيب الأسرة يساعد في الواقع على إحاطة المريض بشبكة من العاطفة والمشاركة والتضامن، تتجاوز مرحلة التشخيص والعلاج، وتعزز العلاقات الإنسانية وتجعل من الألم لحظة مشاركة لعيشها معا، ليس فقط من أجل خير المريض، وإنما من أجل خير الجميع: مَن يعتني، أفراد الأسرة والمجتمع.
وإذ سلط الضوء على أن الرعاية والقُرب هما قيمة كبيرة بالنسبة لمَن يتألم، ختم قداسة البابا فرنسيس كلمته إلى المشاركين في لقاء دولي تنظمه"SOMOS Community Care" مشيرا إلى أهمية ما يقومون به، وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.