البابا يطلق نداء جديدا إلى الأطراف المتحاربة داعيا إلى وقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات
في مقابلته التلفزيونية، التي صُورت في الرابع والعشرين من أبريل نيسان المنصرم، شاء البابا فرنسيس أن يسلط الضوء على انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على الجميع، وعلى أهمية مبدأ الضيافة الذي يشكل ركناً من أركان حبريته. وقال فرنسيس إن الإنجيل هو للجميع، لأننا جميعَنا خطأة، و"البابا أيضا خاطئ". واعتبر أن الكنيسة إذا وضعت الحواجز أمام الآخرين فهي لا تكون كنيسةَ المسيح. وأكد في هذا السياق أن الكنيسة تبارك الجميع، وكلَّ شخص، لكنها لا تستطيع أن تبارك اتحادات مثليي الجنس، لأن هذا الواقع يتعارض مع شريعة الكنيسة. مع ذلك أكد البابا أن المثلية الجنسية ليست جريمة، بل هي واقع بشري. فيما يتعلق بظاهرة تأجير الرحم انتقد فرنسيس هذه الممارسة التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى عمل تجاري وقال إن هذا أمر سلبي للغاية. ولفت إلى إمكانية أن تلجأ النساء اللواتي يرغبن في الانجاب إلى التبني. رداً على سؤال بشأن الانتقادات التي يوجهها له بعض الأساقفة المحافظون في الولايات المتحدة قال البابا إن المحافظ هو من يتمسك بشيء ما ولا يريد أن يرى أبعد من ذلك. واعتبر أن هذا الموقف هو انتحاري، لافتا إلى أن أخذ التقاليد في عين الاعتبار هو شيء، أما الانغلاق ضمن حلقة ضيقة عقائدياً فهو شيء آخر. خلال المقابلة التي جرت في إطار الاستعدادات للاحتفال باليوم العالمي للأطفال في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الجاري في روما، لم تغب عن ذهن البابا الأوضاع الصعبة التي يعيشها العديد من الصغار في مناطق تشهد حروباً وصراعات مسلحة، شأن غزة وأوكرانيا حيث "نسي الأطفال كيف يبتسمون". ومن هذا المنطلق شاء الحبر الأعظم أن يُطلق نداء إلى الدول المتحاربة كي تعمل فوراً على وضع حد للقتال، وتبحث عن طريقة للتفاوض بشأن السلام. وقال لقادة الدول: اجتهدوا من أجل بلوغ السلام، موضحا أن السلام الذي يتم التوصل إليه من خلال التفاوض هو أفضل من الحرب التي لا تعرف نهاية. وأضاف: "من فضلكم توقفوا، وتفاوضوا". في سياق حديثه عن الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة والتظاهرات التي تشهدها الجامعات الأمريكية وتنامي ظاهرة معاداة السامية، أكد البابا أن الأديولوجيات هي شريرة وسيئة، وكل "معاداة" هي سيئة دائما. يمكن أن تُنتقد هذه الحكومة أو تلك، ويمكن أن تُنتقد الحكومة الإسرائيلية أو الحكومة الفلسطينية، لكن لا يمكن أن نعادي شعباً، أكان من خلال معاداة السامية أو معاداة الشعب الفلسطيني. تابع البابا حديثه متوقفاً عند أوضاع المهاجرين، ولفت إلى وجود أشخاص كثيرين يغسلون أيديهم، كما فعل بيلاطس البنطي، وهم يفعلون الشيء نفسه أمام ما يشهده العالم من حروب وظلم وجرائم. إنها اللامبالاة، وطلب من الجميع عدم الوقوف غير مبالين أمام المآسي البشرية، مؤكدا أن عولمة اللامبالاة هي مرض قبيح جدا. وانتقد سياسة تهميش المهاجرين مطالباً بالإصغاء إليهم والتعامل مع كل حالة على حدة. في ختام المقابلة سُئل البابا عن فضائح التعديات الجنسية في الكنيسة وقال إنها جرائم لا يمكن التساهل معها، واعتبر في الوقت نفسه أنه من الأهمية بمكان أن تُبذل المزيد من الجهود لأن هذه المأساة كبيرة، كما لا بد من معاقبة المسؤولين عنها والتأكد من عدم تكرارها في المستقبل. |