رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر الإفخارستي الثالث والخمسين
بمناسبة انعقاد المؤتمر الإفخارستي الثالث والخمسين في كيتو وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين قال فيها يسعدني أن أتمكن من المشاركة، ولو عن بعد، في هذا المؤتمر الإفخارستي الدولي، الذي يُحتفل به في مدينة سان فرانسيسكو دي كيتو، تحت الشعار الجميل: "الأخوّة لشفاء العالم". إن الدروس التي يمكننا أن نتعلمها من الإفخارستيا تفاجئنا دائمًا. يمكننا أن نقول مع المزمور: "أعدها فتزيد على الرمال وإذا استيقظت لا أزال معك" أنت الحاضر بصمت في بيت القربان. ومن بين هذه التعاليم أردتم أن تختاروا تعاليم الأخوّة، كشرط أساسي لعالم جديد، عالم أكثر عدلاً، عالم أكثر إنسانية.
تابع البابا فرنسيس يقول آباء الكنيسة الأوائل أن علامة الخبز تشعل في شعب الله الرغبة في الأخوة، لأنه كما أن الخبز لا يمكن أن يُعجن بحبة واحدة، كذلك علينا نحن أيضًا أن نسير معًا، لأنه "على الرغم من كثرة عددنا" إلا أننا جسد واحد وخبز واحد". وهكذا ننمو كإخوة، وهكذا ننمو ككنيسة، متحدين بماء المعمودية، ومطهرين بنار الروح القدس. أخوَّة عميقة تولد من الاتحاد مع الله، تولد من السماح بأن نطحن مثل القمح لكي نصبح خبزًا، جسد المسيح، ونشارك هكذا بشكل كامل في الإفخارستيا وفي جماعة القديسين.
أضاف الأب الأقدس يقول على هذه الأخوة أيضًا أن تكون استباقية. والمثال على ذلك، الذي يتبادر إلى ذهني الآن، هو فكرة الراهبة الألمانية التي ماتت في معسكر اعتقال أوشفيتز، أنجيلا أوتش. التي حتى وقبل إلقاء القبض عليها، وعندما كان الشر الذي كان يخيم على العالم واضحًا، كانت تدعو أحفادها، الذين كانوا يتقدمون من المناولة الأولى، وأقاربها الذين ابتعدوا قليلاً، والذين كانوا قد بقوا متعبّدين، للتمرد على هذا الشر بتصرفات بسيطة، وفي بعض السياقات، خطيرة، للاقتراب قدر الإمكان من سر المذبح، للتمرد من خلال المناولة.
تابع الحبر الأعظم يقول بالنسبة لها، كان الحث على المناولة المتكررة، لاسيما في سياق الصلاة من أجل البابا والكنيسة، التي كانت مضطهدة في ذلك الوقت، هو أن تجد في الإفخارستيا رباطًا يقوّي قوة الكنيسة، رباطًا يقوّي هذه القوة بين أعضائها ومع الله، وبالنسبة لها كان الأمر أشيه ب "تنظيم" مؤامرة مقاومة لا يستطيع العدو هزيمتها، لأنها لا تستجيب لمخطط بشري. هذه التصرفات البسيطة هي التي تجعلنا ندرك أكثر أنه إذا كان عضو يتألم، فسيتألم معه الجسد كله، وهي التي تساعدنا لكي نصبح قيروانيين للمسيح، الذي أخذ على عاتقه ثقل آلام العالم لكي يشفيه.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أيتها الأخوات، أيها الإخوة، لنتعلم هذا الدرس، ولنستعد هذه الأخوة الجذرية مع الله وبين البشر. نحن واحد في رب حياتنا الواحد؛ نحن واحد بطريقة لا يمكننا أن نفهمها بشكل كامل، ولكن ما نفهمه هو أنه فقط بهذه الوحدة يمكننا أن نخدم العالم ونشفيه. ليبارككم يسوع ولتغمركم العذراء مريم القديسة بردائها.