البابا فرنسيس: في قلب مريم ينبض رجاء الفداء والخلاص لكل خليقة!
لمناسبة احتفال الكنيسة بعيد العذراء مريم أم الله، في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام، تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأربعاء صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في الفاتيكان، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها تستمر دهشة وفرحة الميلاد في الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيا اليوم، الذي يروي وصول الرعاة إلى مغارة بيت لحم. في الواقع بعد إعلان الملائكة، "جاؤوا مُسرعين، فوَجَدوا مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعاً في الـمِذوَد". هذا اللقاء يملأ الجميع بالدهشة، لأن الرعاة "جعَلوا يُخبِرونَ بِما قيلَ لَهم في ذلك الطِّفْل": المولود الجديد هو "المخلص"، "الـمَسيحُ الرَّبّ".
تابع البابا فرنسيس يقول لنتأمل فيما رآه الرعاة في بيت لحم، أي الطفل يسوع، وأيضًا فيما لم يروه، أي قلب مريم، الذي كان يحفظ جميع هذه الأمور ويتأملها. أولاً، الطفل يسوع: هذا الاسم العبري يعني "الله يخلّص"، وهذا هو بالضبط ما سيفعله. إنَّ الرب في الواقع قد جاء إلى العالم لكي يعطينا حياته. لنفكر في هذا الأمر: جميع البشر هم أبناء، لكن لا أحد منا اختار أن يولد. أما الله فقد اختار أن يولد من أجلنا: ويسوع هو إظهار محبته الأبدية واللامتناهية، التي تحمل السلام إلى العالم.
أضاف الأب الأقدس يقول إلى جانب المسيح المولود، الذي يُظهر رحمة الآب، نجد قلب مريم، العذراء الأم. هذا القلب هو الأذن التي سمعت بشارة الملاك جبرائيل؛ هذا القلب هو يد الزوجة التي أُعطيت ليوسف؛ هذا القلب هو العناق الذي غمر أليصابات في شيخوختها. في قلب مريم، أمنا، ينبض رجاء الفداء والخلاص لكل خليقة. إنَّ الأمهات يحملن دائمًا أبنائهن في قلوبهن. واليوم، في أول يوم من السنة، المكرس للسلام، لنفكر في جميع الأمهات اللواتي يفرحن بقلوبهن، وفي جميع الأمهات اللواتي تفيض قلوبهن ألمًا، لأن أبناءهن انتُزعوا منهن بسبب العنف، والكبرياء، والكراهية. ما أجمل السلام وما أفظع الحرب التي تمزق قلوب الأمهات!
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول في ضوء هذه التأملات، يمكن لكل منا أن يسأل نفسه: هل أعرف كيف أبقى صامتًا متأملًا في ميلاد يسوع؟ وهل أحاول أن أحفظ في قلبي هذا الحدث، ورسالة الصلاح والخلاص التي يحملها؟ وكيف يمكنني أن أرد على عطية عظيمة كهذه بتصرف سلام، ومغفرة ومصالحة مجاني؟ لتعلمنا مريم، أم الله القديسة، أن نحفظ في قلوبنا فرح الإنجيل ونشهد له في العالم.