مؤتمر صحفي حول السينودس: النساء والكنيسة حماية ورسالة
سيتمُّ يوم السبت التصويت على الوثيقة الختامية للسينودس حول منطقة الأمازون الذي بلغ الأسبوع الأخير من الأعمال هذا ما قاله عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني ملخِّصًا مسيرة جلسات أعمال السينودس في المؤتمر الصحفي الذي عُقد عصر أمس الأربعاء في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، وأضاف لقد تمّت صياغة الاقتراحات الإضافية للوثيقة الختامية خلال حلقات الأعمال المصغّرة وسيعمل المقرّر العام وأمناء السر الخاصين بمساعدة الخبراء واللجنة المسؤولة عن صياغة الوثيقة والذين سيعملون جميعًا ليقدموا النسخة النهائية للوثيقة التي سيتمُّ التصويت عليها. نص سيوكل بعدها إلى تمييز الأب الأقدس كما أكّد الأب جاكومو كوستا أمين سرّ لجنة الإعلام مشيرًا إلى السينودسيّة وعمل الروح القدس اللذين تحدث عنهما قداسة البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي في مقابلته العامة مع المؤمنين.
تحدّثت الأخت "Roselei Bertoldo" من راهبات قلب مريم الطاهر وشبكة "Un grido per la Vita" عن إحدى أكبر المشاكل التي تعاني منها النساء والأطفال في البرازيل بسبب الاتجار بالبشر وهي الاستعباد أي عندما تؤخذ الفتيات من جماعات الشعوب الأصلية للدراسة في الخارج وينتهي بهنَّ الأمر في دوامة الاستغلال الجنسي أو العمل في العبودية. وقد أدانت الأخت "Roselei Bertoldo" كيف أن جسد هذه النساء والفتيات يصبح سلعة وكيف من الصعب على هذه الضحايا الإبلاغ عن هذا الاستغلال، ولذلك تعمل من خلال شبكة "Un grido per la Vita" على إطلاق حملات لمساعدة الأشخاص على الاعتراف بالاستغلال ومن بعدها على تنشئة الأشخاص ليصبحوا قادرين الإبلاغ عن الانتهاكات التي يتعرضون لها. وأكّدت الأخت "Roselei Bertoldo" في هذا السياق أن السينودس من أجل منطقة الأمازون يحمل الانتباه إلى هذه المأساة أيضًا وسلّطت الضوء على أن الالتزام في سبيل البشارة ينطلق أيضًا من حماية الحياة، وكذلك شدّدت على أهميّة مشاركة النساء على صعيد اتخاذ القرارات.
أما والمطران "Ricardo Ernesto Centellas Guzmán" أسقف بوتوزي في بوليفيا فقد أكّد في مداخلته أنَّ حضور النساء في الكنيسة هو الأكثرية ولكن عندما يتعلّق الأمر باتخاذ القرارات فهنَّ الأقليّة، وحث في هذا السياق على أن يصار إلى إشراك أكبر للنساء في عمليات اتخاذ القرارات في الكنيسة وبدءًا من الرعايا، وقد تحدث في هذا السياق عن خبرة نائبة راعوية في أبرشيته تساعد في تقديم تقارب مختلف بالنسبة للرجل إذ تقدم اقتراحات وتسمح بالمشاركة وقال إن الكنيسة السينودسية لا تعني فقط أن نسير معًا وإنما أن نقرّر معًا أيضًا.
أما الأب "Zenildo Lima da Silva" رئيس إكليريكية "São José" في ماناوس فقد أكّد في مداخلته أنّه إن كانت سلطة الحكم في الكنيسة ذكورية فالنشاط الراعوي فيها هو أنثوي بامتياز، وقد تمحورت مداخلته بشكل خاص على تنشئة الكهنة وحث فيها على إعادة النظر في عملية التنشئة انطلاقًا من السينودسية إذ أن هناك حاجة لتنشئة كهنة قادرين على العمل في واقع الأمازون والحوار مع هذه الثقافات المختلفة. كذلك توقف أيضًا عند أهميّة التواصل بين الأشخاص وأهمية أن نضع أنفسنا في عملية إصغاء وحوار متبادل.
من كلمات المطران "Gilberto Alfredo Vizcarra Mori" النائب الرسولي في "Jaén" في البيرو تظهر الرغبة في الاقتراب من ثقافات أخرى مؤكّدًا أن خبرة هذا الاقتراب هي الاغتناء، وقد استعد لهذا السينودس من خلال الذهاب للعيش في غابات البيرو مع هذه الجماعات؛ وقد سلّط الضوء في مداخلته على كيف أن هذه الشعوب تشعر بأنّها جزء من التجمع الحيوي وليست أسيادًا على الخليقة؛ وشجع في هذا السياق على أعادة اكتساب العيش المتناغم مع الطبيعة متعلمين من هذه الشعوب.
خبرة تعلُّم كبيرة هكذا لخّص الكاردينال "Oswald Gracias" رئيس أساقفة بومباي الخبرة التي عاشها في السينودس حتى الان وقال إنّه وبالإضافة للعنف الكبير ضد الطبيعة قد تأثّر جدًّا بسبب الظلم الذي تتعرّض له الشعوب الأصلية في الأمازون والتي تُجبر على ترك بيوتها وربط خطابه هذا بموضوع الطبقيّة في الهند والقبائل التي أُجبرت على ترك أراضيها بالرغم من أن الأمر لدينا هو أقل تنظيمًا. ولكنّه تأثر بشكل خاص بالشغف الذي يحاول من خلاله أساقفة الامازون مساعدة هذه الشعوب وقال على العالم أن يتعلّم الكثير من أساقفة أمريكا الجنوبية. أما فيما يتعلق بالنساء فقد أكّد الكاردينال "Oswald Gracias" أكّد أنَّ القانون الكنسي واللاهوت يسمحان بالقيام بأمور أكثر للنساء في الكنيسة، وفيما يتعلق بالانثقاف شدَّد على أهمية وجود أساليب تنشئة إنثقافية في الإكليريكيات وشدّد على عدم رؤيته لأية صعوبات في الحصول على طقس ليتورجيٍّ مع عناصر من ثقافة الأمازون. وفي الختام توقف بدوره أيضًا عند السينودسيّة مسلطاً الضوء على أهمية السير معاً جميعًا.