مؤتمر صحفي حول السينودس: الدفاع عن الشعوب الأصليّة والشماسية الدائمة
بهذا السينودس يريد البابا فرنسيس أن يوقظ ضمير الكنيسة كلّها حول مصير الشعوب الأصليّة في الأمازون والتي تعيش تحت تهديد الانقراض منذ خمسمائة سنة. لقد خدم المرسلون هذه الشعوب ولكن الوضع يبقى مأساوي" هذا ما قاله ظهر أمس الكاردينال كريستوف شونبورن رئيس أساقفة فيينا في مداخلته في المؤتمر الصحفي الذي عقد في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي حول أعمال الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة حول منطقة الأمازون وأضاف أنا لم أزر هذه المنطقة أبدًا ولكن كمشارك في أعمال السينودس تعلّمت الكثير حول شجاعة الشعوب الأصليّة؛ ونحن كورثة لسلطات استعمارية علينا أن نكون أكثر تنبّهًا وإدراكًا لما يعنيه لهذه الشعوب خطر الانقراض. والبابا يطلب منا أن نتنبّه لمن لا صوت له وللشعوب والفقراء المنسيين.
كذلك تحدث رئيس أساقفة فيينا عن خبرته في قيادة الأبرشية وقال لدينا في فيينا مائة وثمانين شماسًا دائمًا ومعظمهم متزوّجين، خبرة ولدت بفضل إلهام سلفي الكاردينال كونيغ الذي وضع قيد التنفيذ إحدى الحداثات التي أدخلها المجمع الفاتيكاني الثاني واليوم يقدم الشمامسة الدائمون لدينا الخدمة في الرعايا والجماعات وفي كاريتاس والسجون، وبالتالي يمكن للشماسية الدائمة أن تساعد فعلاً في العمل الراعوي في الأمازون. مساعدة أخرى لكنيسة الأمازون بحسب الكاردينال شونبورن يمكنها أن تأتي من التوزيع العادل للإكليروس، فكولومبيا على سبيل المثال لديها ألفًا ومئتين كاهن في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واسبانيا فإن انتقل قسم منهم إلى الأمازون فسيشكلون مساعدة كبيرة للكنيسة. إن أوروبا بالنسبة لغير قارات تفيض بالدعوات الكهنوتية والكنيسة الكاثوليكية بأسرها مسؤولة عن الأمازون وبالتالي فإن كان هناك ضرورة للمساعدة فعلى الكنيسة أن تجتهد لترسل مرسلين كما فعلت في السابق. وختم الكاردينال شونبورن مداخلته متحدثًا عن موضوع الإيكولوجيا المتكاملة وقال إن منطقة الأمازون هي حازمة بالنسبة للعالم وعلينا أن نسأل أنفسنا عن إسهامنا في ازدياد أخطار الأمازون.
عن الإيكولوجيا المتكاملة تحّدث في مداخلته أيضًا أسقف رياتي المطران دومينيكو بومبيلي وقال إن مسألة الإيكولوجيا المتكاملة هي المسألة بامتياز، وقد أظهرت الرسالة العامة "كن مسبحًا" أنّه لا وجود للتنمية إلا إذا كانت متكاملة، فلسنا بحاجة لأشخاص ينفون ويتجاهلون وضوح هذه المشكلة، ومأساة الهزّة الأرضية عام 2016 في وسط إيطاليا هي العلامة لمشكلة صعبة وغير محلولة في العلاقة بين الإنسان والبيئة.
أما عن الضرر الذي تسببت به للبيئة وشعوب الأمازون معامل استخراج المعادن فقد تحدّث في المؤتمر الصحفي الأب داريو بوسي الرئيس الإقليمي للمرسلين الكومبونيانيين في البرازيل وعضو الشبكة الكنسية في منطقة الأمازون وقال سيشكل علامة قويّة إن تمكنت الكنيسة من إلغاء استعمال الذهب في الاحتفالات الليتورجية والأسرار لأن الباحثين عن الذهب، ولكي يحصلوا على كميّة الذهب الضرورية لصنع خاتم هم ينقلون قناطيرًا من التراب ويلوّثون الأنهار بالزئبق والسيانيد. تابع الأب بوسي مدينًا خطر الشركة بين الحكومة والشركات الكبرى الذي يؤدّي إلى تعديل القوانين وتخفيف الرقابة. وقال هذا النظام لا يتحملّه أحد بعد الآن، واستخلاص المعادن هو شرّ منتشر في الامازون لاسيما وأنه قد تمّ تحديد نقاط لاستخراج المعادن في الخمسة والعشرين بالمئة من مناطق الأمازون، ولكن ولحسن الحظ أن جماعات الشعوب الأصلية بدأت تتحرّك، فمنذ عشر سنوات تقريبًا تستعد جماعة بيكيا دي بايشو لطلب التعويض الشامل للأضرار التي تعرّضت لها وقد تمكّنت الجماعة اليوم من بناء حي بعيد عن المناطق الملوّثة.
أما الممثلة عن المجموعة الإثنية "Sateré Mawé" في البرازيل مارشيفانا رودريغيس بايفا فقد تحدّثت في مداخلتها عن مسألة الـ "تمدّن" ظاهرة بدأت تزداد أكثر فأكثر بين الشعوب الأصلية التي وإذ تُسلب أراضيها تهاجر نحو المدن الكبيرة وقالت بالنسبة للشعوب الأصلية التي تصل إلى المدن يشكل العيش في الخفاء الخطر الأكبر لها لأنه وعندما يعيش المرء في الخفاء يُحرم من حقوقه، فعلى سبيل المثال في ماناوس فقط هناك خمسة وأربعون مجموعة مختلفة من الشعوب الاصلية في منطقة يعيش فيها خمسة وثلاثون ألف شخصًا يتحدثون ستة عشرة لغة مختلفة وبالتالي بدون أرض ليس لدينا الحق بهويّتنا، وختمت مارشيفانا رودريغيس بايفا مداخلتها مطلقة نداء من أجل دعم الشعوب الأصلية التي تصل إلى المدن من خلال راعوية خاصة بها وموجّهة لها.