الجلسة العامة الثانية عشرة لسينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون
عُقدت بعد ظهر الثلاثاء 15 تشرين الأول أكتوبر الجاري الجلسة العامة الثانية عشرة لسينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون، وتم التطرق خلالها إلى مواضيع عديدة. أشارت بعض المداخلات إلى كون الكنيسة مدعوة إلى لفت الأنظار إلى صرخة الشعب وصرخة الأرض، فهكذا فقط يمكن للكنيسة أن تكون سامرية وإرسالية من أجل حماية الآخِرين. تطرقت مداخلات أخرى إلى ما يعاني منه السكان الأصليون في منطقة الأمازون وإلى ضرورة مساعدة الكنيسة لهم، هذا إلى جانب تأكيد المشاركين في الجلسة على أن طلب المساعدة من قِبل الشعب والأرض هو موجَّه للجميع، وعلى المؤمنين الاعتراف بقيمة المخلوقات كافة ويجب العمل بشكل فردي وجماعي وعالمي، حيث أن حماية الأمازون من الدمار الذي يسببه الإنسان هي مسؤولية البشرية جمعاء، ما ينطبق أيضا على تبعات التغيرات المناخية. واقتُرح في هذا السياق التنسيق بين العلماء والباحثين على الصعيد العالمي وذلك أيضا بمساهمة من الأكاديمية الحبرية للعلوم. ومن بين ما دعت إليه مداخلات الجلسة العامة الثانية عشرة للسينودس التنسيق بين الكنائس المحلية في منطقة الأمازون على مثال ما تقوم به الشبكة الكنسية للأمازون. كما وتم تسليط الضوء على الحاجة إلى حوار بين الثقافات، والتشديد على التواضع الذي يجب أن يميز حوارا ينطلق من القناعة المتقاسَمة بكوننا مسؤولين معا عن العناية بالبيت المشترك.
هذا وعاد المشاركون في السينودس إلى الحديث عن عدم وجود أعداد كافية من الكهنة في منطقة الأمازون، حيث أشير إلى أن 70% من جماعات هذه المنطقة يزورها كاهن مرة واحدة أو مرتين في السنة، أي أنها محرومة من الأسرار ومن كلمة الله واحتفالات أساسية مثل الاحتفال بالفصح والعنصرة والميلاد، وهو أمر لا يمكن للكنيسة الجامعة أن تكون غير مبالية به. ويتطلب هذا حسب ما ذكر البعض اختيارات شجاعة منفتحة على صوت الروح القدس، وأيضا التضرع إلى الرب كي يرسل عمَلة إلى حقله.
تضمنت مداخلات الجلسة أيضا التأكيد على ضرورة حث الجماعة الدولية على عدم تشجيع المشاريع الصناعية التي تُلحق الضرر بمنطقة الأمازون، وأضاف بعض المشاركين أن هذه المنطقة في حاجة إلى الإرساليين لكونهم الوحيدين الذين يثق فيهم سكان المنطقة، وتم في هذا السياق تثمين عمل الإرساليين الذين ينتقلون من مكان إلى آخر. هذا وعادت بعض المداخلات إلى موضوع المهاجرين من السكان الأصليين الذين يتوجهون إلى المدن منسلخين عن بيئتهم الأصلية، ويجعل هذا المدن أيضا أماكن رسالة وقداسة، ونصح البعض هنا بتشجيع عمل رعوي خاص للسكان الأصليين. وتحدثت مداخلات أخرى عن أهمية حماية أراضي الشعوب الأصلية، وعن حق هذه الشعوب في ثقافاتها ولاهوتها ودياناتها باعتباره ثراءً يجب الحفاظ عليه.
موضوع آخر تطرقت إليه مداخلات الجلسة العامة الثانية عشرة لسينودس الأساقفة من أجل الأمازون، والتي عُقدت بعد ظهر الثلاثاء 15 تشرين الأول أكتوبر، هو قدرة منطقة الأمازون بفضل مواردها المائية، حيث يأتي 26% من مياه الأرض من هذه المنطقة، على تقليص الجوع في العالم. وتم التشديد بالتالي على ضرورة تشجيع مشاريع مستدامة.