الكاردينال بارولين: الحرب ليست أبدا حدثا حتميا
عشية الزيارة الرسولية الثامنة والثلاثين للبابا فرنسيس إلى كازاخستان للمشاركة في المؤتمر السابع لرؤساء الأديان العالمية والتقليدية أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تحدّث فيها عن هذه الزيارة وأهميّتها وعن العلاقات الدبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي وكازاخستان.
قال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان يتوجه البابا فرنسيس إلى كازاخستان من ١٣ وحتى ١٥ أيلول سبتمبر، للمشاركة في النسخة السابعة لمؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، بدعوة من رئيس الجمهورية قاسم جومارت توكاييف. سيشهد الحدث حضور قادة دينيين مختلفين من مختلف أنحاء العالم. منذ البداية، اتخذ المؤتمر نموذجًا له يوم الصلاة من أجل السلام في العالم، الذي عقده البابا القديس يوحنا بولس الثاني في أسيزي، في ٢٤ كانون الثاني يناير ٢٠٠٢، من أجل إعادة التأكيد على المساهمة الإيجابية للتقاليد الدينية المختلفة في الحوار والانسجام والوفاق بين الشعوب. وشعار هذه الزيارة البابوية يذهب في هذا الاتجاه أيضًا: "رسل سلام ووحدة"، لذلك فإن المبادئ التوجيهية للزيارة البابوية واضحة. وألاحظ أيضا أنه في مسودة البيان الختامي للمؤتمر، تمت الإشارة، مع التركيز بشكل خاص، إلى وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام والتعايش السلمي"، التي وقعها البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في أبو ظبي، في ٤ شباط فبراير ٢٠١٩.
تابع الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حتميّة الحرب وإن كان هناك دروب أخرى وقال إنَّ الحرب ليست أبدا حدثا حتميا. ولكنها تجد جذورها في قلب الإنسان، الذي يسمح بأن يقوده المجد الباطل، والكبرياء والجشع، كما كان آباء الكنيسة يقولون. وقلب من هذا النوع هو قلب قاسٍ غير قادر على الانفتاح على الآخرين. يمكننا أن نتجنب الحرب من خلال القيام بخطوة إلى الوراء، وإلقاء الاتهامات والتهديدات وأسباب عدم الثقة المتبادلة. ولكن للأسف فقد تقلصت هذه الأيام على جميع المستويات القدرة على الاصغاء والجهود لفهم أسباب الذين يفكرون بشكل مختلف عنا. لذلك آمل أن يصبح المؤتمر السابع لرؤساء الأديان العالمية والتقليدية الذي يُعقد في كازاخستان مناسبة للقاء والحوار.
أضاف أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول العلاقات الدبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي وكازاخستان وقال يمكننا أننصف العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي وجمهورية كازاخستان بكلمتين: متواصلة ومثمرة. يكفي أن نذكر بأن الكرسي الرسولي قد شارك دائمًا بشكل فعال في جميع دورات المؤتمر ومثَّلَه وفد رفيع المستوى بقيادة أحد الكرادلة وهذه المرة بقيادة قداسة البابا. كانت كازاخستان أول دولة في آسيا الوسطى توقع اتفاقية ثنائية مع الكرسي الرسولي في عام ١٩٩٨. وكانت أيضًا أول دولة في آسيا الوسطى يزورها البابا القديس يوحنا بولس الثاني في سبتمبر ٢٠٠١. ويواصل الكرسي الرسولي وكازاخستان العمل معًا. ويتجلى ذلك في حقيقة أنه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية مختار تيلوبيردي إلى الفاتيكان، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز الطبي الجامعي في كازاخستان ومستشفى بامبينو جيزو للأطفال، ومذكرة تفاهم بين معهد الدراسات الشرقيّة سليمانوف ومكتبة ومحفوظات الفاتيكان. ويصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية. في هذه المناسبة وفيما يتعلق بزيارة البابا فرنسيس، نأمل أن نتمكن من التوقيع على اتفاقية تكميلية بشأن إصدار التأشيرات وتصاريح الإقامة للمرسلين الأجانب الذين يخدمون في كازاخستان.
وختم أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال ما ستحمله زيارة البابا فرنسيس إلى الكنيسة الكاثوليكية الصغيرة في كازاخستان وقال تشمل الزيارة البابوية إلى كازاخستان أيضًا وقفات مخصصة للجماعة الكاثوليكية المحلية، مثل الاحتفال بالقداس الإلهي في ساحة الـ Expo واللقاء مع الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الرعويين، الذي سيقام بكاتدرائية العذراء مريم سيّدة المعونة الدائمة في نور سلطان. إنَّ الكنيسة الكاثوليكية في كازاخستان تحظى بتقدير كبير وتمثل، ضمن مشهد ديني ثقافي متنوع جدًّا، واقعًا صغيرًا وإنما مهم، وبالتالي من المؤكد أنها ستشعر بالتشجيع من حضور البابا وكلمته لكي تتجدّد في الإيمان والرجاء والمحبة، وتواصل رسالتها في الشهادة، مُستلهمة بمثال من العديد من شهود الماضي، مثل الطوباوي الأب Władysław Bukowiński، والطوباوي الأبAlessio Zaryckyj والطوباوي الأسقف Mykyta Budka، وأن تساهم مع الجماعات الدينية الأخرى، في بناء مجتمع موحد ومتناغم وسلمي.