الكاردينال بارولين يشارك في لقاء عُقد في روما لتقديم كتاب جديد للصحفي المتخصص في الشؤون الفاتيكانية إينياتسيو إينغراو
تخللت اللقاء مداخلة لنيافته حاول فيها أن يتوقف عند بعض التساؤلات التي تطرق إليها المجلد بما في ذلك مسألة الإصلاحات التي شاءها البابا فرنسيس والتي يجري تنفيذها منذ إحدى عشرة سنة، واستبعد إمكانية أن تخطو الكنيسة خطوات إلى الوراء وذكّر بأن التمييز ليس مجرد حدسٍ بل هو في الواقع ثمرة للصلاة المتواصلة في الروح القدس، التي تُظهر من هو الشخص الصبور، وبما أن هذا التمييز هو من عمل الروح القدس فلا توجد إمكانية لتغيير المسار. وفي هذا السياق يشدد الكتاب على أهمية العمل الرعوي لمرافقة الإصلاحات، الذي هو مهم لكنه ليس كافياً إذ لا بد أن يقترن بنشاط أدبي وخلقي. وهذا ما أكد عليه أيضا الكاردينال بارولين مشيرا إلى أن المسيح لم يعرف الخطية، بيد أن الكنيسة تتضمن أشخاصاً خطأة، وهي تحتاج بالتالي إلى أن تُطهر وأن تسير قدماً في درب التوبة والتجدد. هذا ثم توقف نيافته عند عنوان المجلد الذي يتحدث عن التسبب باضطراب، وشاء أن يذكر بما حصل مع يسوع وتلاميذه عندما كانوا على متن المركب وهبت العاصفة، وقال بارولين إن كل رحلة نقوم بها عبر التاريخ لم تخلو من الاضطرابات، ويمكن أن يُنظر إلى الصعوبات من زاوية مختلفة واعتبارها فرصة، وهذا جزء من التربية الحكيمة التي يمارسها الله معنا، والتي تساعدنا على النضوج والتقدم. بعدها طرح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بعض التساؤلات في ضوء الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس "فرح الإنجيل" وقال: إين أصبحت اليوم الكنيسة التي تخرج لملاقاة الآخرين؟ كم هي الكنيسة بعيدة عن واقع اليوم على الرغم من كل محاولاتها؟ أين أصبح هذا الفرح النابع من إعادة اكتشاف الإنجيل؟ وأضاف أن الخطر الكبير الذي يواجهه العالم المعاصر هو الحزن الناتج عن الفردانية. تابع المسؤول الفاتيكاني مداخلته متناولاً أوضاع الشباب اليوم الذين يعيشون في مجتمع تسوده وسائل التواصل الاجتماعي، وتوقف عند أهمية أن توقظ لديهم المشاعر الحقيقة والقدرة على أن يحلموا. وتطرق أيضا إلى الدور الذي تلعبه الكنائس الخمسينية في أوروبا وأمريكا اللاتينية التي تجذب الناس إليها، وقال إن البعض رأووا في هذه الظاهرة نتيجة لتمويل أمريكي يهدف إلى مواجهة التوجه الماركسي الذي يغذيه لاهوت التحرير. وثمة من يقول إن الكنيسة الكاثوليكية اختارت الفقراء بيد أن هؤلاء اختاروا الكنائس الخمسينية. وذكر نيافته في هذا السياق بأن الكنيسة لا يمكن أن تنمو من خلال الاقتناص البغيض إنما عندما تكون قادرة على جذب الناس إليها. لم تخل كلمة الكاردينال بارولين من الإشارة إلى انفتاح الكنيسة على العلمانيين والنساء وهي مسألة تناولها الكتاب متسائلا ما إذا كان الانفتاح واقعياً أو مجرد ذر الرماد في العيون. وقال نيافته إن البابا يولي هذا الموضوع أهمية كبرى، مضيفا أن المرأة تقدم إسهاماً في الكنيسة، بطريقتها الخاصة، مكمّلة حنان الوالدة العذراء. وقد أُدرج موضوع النساء على جدول أعمال السينودس حول السينودسية. ختاماً، لفت نيافته إلى أن المسائل المتعقلة بالموت الرحيم وتطور الطب والقضايا الجندرية تحتاج إلى التفكير المعمق، مشيرا إلى أهمية السير بحذر والعمل على إنضاج أنسنة جديدة متجذرة في القيم المسيحية وتعرف كيف تجيب على تساؤلات الحاضر. في ختام اللقاء شكر المؤلف الكاردينال بارولين على مشاركته معتبرا أنها تعكس الاحترام الذي تكنّه الكنيسة لهذا العمل. |