المطران غالاغير يزور بنما في الذكرى المئوية الأولى لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وهذا البلد
لمناسبة مرور مئة سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي وبنما قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدولب والمنظمات الدولية المطران بول ريتشارد غالاغير بزيارة إلى هذا البلد بدأت في الأول من نيسان أبريل وتُختتم مساء اليوم بقداسة إلهي يترأسه امين السر. وقد صدر أمس الثالث من الشهر بيان مشترك عقب لقاء جمع المطران غالاغير ووزيرة خارجية بنما جناينا تيواني مينكومو. وجاء في البيان أن الكرسي الرسولي وجمهورية بنما واحتفالا بالذكرى المئوية الأولى لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي سياق العلاقات الممتازة بين الطرفين يرغبان في تأكيد وتعميق علاقات الصداقة والتضامن والتعاون القائمة، ويؤكدان الرغبة في العمل معا من أجل الخير الروحي والمادي للشخص البشري، وأيضا الرغبة في وضع آليات ثنائية من أجل إيضاح أكبر للقواعد المدنية البنمية الخاصة بالاعتراف بالوضع القانوني لهيئات الكنيسة الكاثوليكية في بنما والتي تتمتع بكونها كيانات قانونية عامة في تماشٍ مع القانون الكنسي.
هذا وأشار البيان إلى الاعتراف بالدور التاريخي والحالي للكنيسة الكاثوليكية في بنما وما تقدِّم من خدمة من أجل النمو الروحي والأخلاقي والاجتماعي والثقافي والتربوي وفي مجال الصحة لشعب بنما. كما وأكد الطرفان الالتزام بالحقوق الإنسانية الأساسية المعترَف بها دوليا في حرية الفكر والضمير والدين والعبادة، هذا إلى جانب تأكيد استقلالية وسيادة الطرفين. وتابع البيان المشترك مشددا على أهمية الحفاظ على الحوار المفتوح من أجل تعزيز العناية الروحية والرعوية من قِبل الكنيسة الكاثوليكية في أجهزة الأمن العام والمؤسسات الصحية والسجون والمراكز التربوية في بنما. وختم البيان المشترك بين الكرسي الرسولي وبنما مؤكدا رغبة الطرفين في تعزيز التعاون في مجال العناية الروحية والرعوية والاجتماعية بالمهاجرين.
هذا وقد تضمَّن برنامج زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية المطران بول ريتشارد غالاغير في بنما مداخلة له في جامعة مريم في العاصمة بنما سيتي تمحورت حول دبلوماسية الكرسي الرسولي. وتوقف أمين السر عند الأوضاع الحالية في العالم وما يشهد من تطور تكنولوجي يؤثر على النسيج الاجتماعي. كما وذكَّر بتحذير البابا فرنسيس من ثقافة الإقصاء وسعي الدول إلى تحقيق مصالحها الخاصة وما نشهد أيضا من تراجع للتعاون في مواجهة المشاكل العالمية. وأضاف المطران غالاغير أن هذا ينزع مركزية الكرامة البشرية لتحل محلها مصالح سياسية واقتصادية تؤدي إلى الانغلاق بدلا من الانفتاح وإلى مآسٍ مثل الفقر والظلم الاجتماعي وأيضا الهجرة.
وشدد أمين السر في مداخلته على حاجة المجتمع والجماعة الدولية إلى تجاوز اللامبالاة ومواجهة الأزمات المختلفة ما بين نزاعات مسلحة ومآس إنسانية وتردٍ بيئي وتغيرات مناخية. وتتطلب هذه الأزمات كلها حلولا عالمية حسبما واصل المطران غالاغير مضيفا أن البعض قد يعتبر مشاركة الكرسي الرسولي في مواجهة هذه المشاكل إرثا من الماضي. إلا أن هذه النظرة تتجاهل المبادئ التي تقوم عليها دبلوماسية الكرسي الرسولي وأهميتها في القرن الحادي والعشرين، كما أنها لا تعترف بالدور الذي يقوم به الكرسي الرسولي أمام النزاعات الثقافية والدينية في العالم وذلك بدون أية تطلعات جغرافية أو سياسية أو مادية.
وتابع أمين السر مؤكدا أن المبادئ التي تنطلق منها دبلوماسية الكرسي الرسولي هي تلك التي تمنح الأولوية لخير البشرية بكاملها وحماية كرامة الإنسان وبلوغ سلام دائم، وأضاف أن الكرسي الرسولي يعمل على مواجهة قضايا زمننا بتعزيز الخير العام والتضامن والتكافل. ثم تحدث المطران غالاغير بالتفصيل عن الكرسي الرسولي كطرف دولي وعن دور البابا الرئيسي في دبلوماسية الكرسي الرسولي، وتوقف، وبالرجوع إلى كلمات ونداءات البابا فرنسيس، عند مواضيع عديدة من بينها ضرورة تغيير ثقافة الإقصاء، الهجرة، البيئة، ضرورة تشجيع سياسات اقتصادية تتميز بالعدل والمساواة، نزع السلاح، التضامن والأخوّة العالميان، مكافحة الاتجار بالبشر، تعزيز تعددية الأطراف، والحرية الدينية.