الكاردينال بارولين يلتقي في أوكرانيا رئيسَي الحكومة والبرلمان ويزور كنيسة القديس نيقولا في كييف
في إطار زيارته إلى أوكرانيا التقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الاثنين ٢٢ تموز يوليو كلًّا من رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال ورئيس البرلمان روسلان ستيفانشوك وذلك في العاصمة كييف. وأعرب كلا المسؤولَين الأوكرانيين عن تثمينهما لزيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان حيث يمثل حضوره في أوكرانيا علامة اهتمام بهذا البلد حسبما ذكرا.
هذا وقد ذكرت مصادر من الحكومة الأوكرانية أنه قد تم خلال لقاء الكاردينال بارولين مع رئيس الوزراء شميهال التطرق إلى مواضيع عديدة من بينها تقديم الخدمات الإنسانية وإسهام الكرسي الرسولي في إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين كان قد تم ترحيلهم إلى روسيا وأيضا الأسرى الأوكرانيين. أما عن لقاء أمين السر مع رئيس البرلمان الأوكراني فذكر البرلمان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السيد ستيفانشوك قد أعرب للكاردينال بارولين عن الشكر لما يقدِّم الكرسي الرسولي من دعم وتضامن لشعب أوكرانيا من خلال المساعدات الإنسانية.
هذا وقد تَضَمن برنامج الزيارة التي يقوم بها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، والذي أوفده قداسة البابا فرنسيس ليشارك في اختتام حج الكنيسة اللاتينية في أوكرانيا إلى مزار برديتشيف المريمي، زيارة إلى كنيسة القديس نيقولا في كييف. وفي كلمته خلال الزيارة وجه الكاردينال بارولين التحية إلى الأب هافليتش النائب على الرعية وراهبات الأم تيريزا ومؤمني الرعية، كما ونقل إلى الجميع تحيات قداسة البابا فرنسيس وذكَّر بمتابعة الأب الأقدس بمحبة وقرب لما يحدث في أوكرانيا، وباهتمام قداسته الخاص بهذا البلد وما يعاني منه بسبب الحرب. أكد أمين السر من جهة أخرى صلاة البابا فرنسيس وتقديمه علامات ملموسة لهذا القرب. وتابع الكاردينال بارولين أن حضوره اليوم في أوكرانيا يشكل بدوره علامة لمحبة الأب الأقدس والذي يعرف أوضاعكم وأوضاع كنيستكم، قال الكاردينال، وذلك في إشارة إلى الوضع الخاص لكنيسة القديس نيقولا في كييف. فقد تم تكريسها سنة ١٩٠٩ ثم منع النظام السوفييتي في ثلاثينات القرن العشرين ممارسة الطقوس في هذه الكنيسة محولا ملكيتها إلى الدولة. وفيما بين عامَي ١٩٧٩ أصبحت الكنيسة ١٩٨٠ إلى ما أُطلق عليه اسم "البيت الوطني لموسيقى الغرفة والأرغن" وأسفر عن هذا استخدام مواد جيدة لترميم البناية. ومع استعادة أوكرانيا لاستقلالها سُمح للكنيسة الكاثوليكية بتنظيم ممارسة الطقوس الدينية في هذ الرعية أيضا، ويشرف على كنيسة القديس نيقولا اليوم رهبان سلطانة الحبل بلا دنس المرسلين إلا أن ملكيتها لا تزال لإدارة الشؤون الثقافية في بلدية كييف ولا تزال تنظَّم فيها الحفلات الموسيقية. هذا وترفض إدارة بلدية المدينة التنازل عن هذه الملكية بدون التعرف بوضوح على مصير إرث البيت الوطني لموسيقى الغرفة والأرغن. هذا وكان قد تم من جهة أخرى ترميم أرغن الكنيسة من قِبل شركة متخصصة من تشيكوسلوفاكيا السابقة إلا أن خللا تقنيا لهذه الآلة قد أسفر عن اندلاع حريق دمر الأرغن عمليا في ٣ أيلول سبتمبر ٢٠٢١ كما وألحق الضرر ببعض الأجزاء الداخلية للكنيسة.
هذا وختم الكاردينال بييترو بارولين كلمته خلال زيارة كنيسة القديس نيقولا في العاصمة الأوكرانية كييف معربا عن الرجاء في التوصل إلى حل لقضية الكنيسة وملكيتها. ثم دعا إلى الصلاة معا وإلى أن نتذكر في صلاتنا، حسبما ذكر، قداسة البابا فرنسيس وأوكرانيا، فلنُصلين من أجل السلام ومن أجل هذه الرعية. ثم دعا أمين السر إلى تلاوة صلاة الأبانا باللغة الأوكرانية والتضرع أمام أيقونة مريم العذراء، وهي أيقونة نجت من الحريق المذكور الذي اندلع في الكنيسة سنة ٢٠٢١.