المؤتمر الصحفي حول أعمال السينودس ١١ تشرين الأول أكتوبر
عُقد بعد ظهر الجمعة ١١ تشرين الأول أكتوبر المؤتمر الصحفي اليومي للتعريف بأعمال الجمعية العامة لسينودس الأساقفة. وإلى جانب عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني رئيس لجنة الإعلام الخاصة بالسينودس وأمينة اللجنة شيلا بيريس، شارك في المؤتمر الصحفي الكاردينال جوزيف ويليام توبين رئيس أساقفة نيوآرك في الولايات المتحدة والمطران شين أنطوني ماكينلي أسقف أبرشية ساندهيرست الأسترالية والبروفيسورة جوزيبينا دي سيموني أستاذة فلسفة الدين ومنسقة التخصص في اللاهوت الأساسي في كلية اللاهوت الحبرية في جنوب إيطاليا.
وعرَّفت شيلا بيريس خلال المؤتمر الصحفي بأنه قد تم منذ بعد ظهر الخميس الانطلاق من القسم الثالث لأداة العمل والذي قدمه المقرر العام للجمعية العامة الكاردينال جان كلود هوليريش، ويتمحور حول العناية بالعلاقات. وقد تم التأكيد خلال الجلسات على أن العلاقات في الكنيسة يجب أن تكون قائمة على الثقة والشفافية والاستقامة. وأكد الكاردينال هوليريش في هذا السياق على الحاجة إلى تنشئة متكاملة من أجل إعداد شهود لرسالة الكنيسة، وأضاف أن التمييز الكنسي يختلف عن تقنيات الإدارة. وتم بالتالي توجيه نداء من أجل تطوير مسيرات لاتخاذ القرارات داخل الكنيسة تطبعها المشاركة والشفافية، وذلك مع التفكير في القيام بتقديم دوري لعمل من لديهم مسؤوليات أساسية.
هذا وقد بدأت أعمال بعد ظهر الخميس حسبما ذُكر في المؤتمر الصحفي بتأمل للاهوتي الأب تيموثي رادكليف، وهو واحد من الكرادلة الـ ٢١ الذين سيعينهم البابا فرنسيس في الكونسستوار الذي أعلن قداسته عن عقده في ٨ كانون الأول ديسمبر القادم. وتطرق اللاهوتي الدومينيكاني في تأمله إلى مسيرات التحول في الكنيسة وذلك في ضوء لقاء يسوع المرأة الكنعانية، وتحدث الأب رادكليف عن صمت يسوع حسبما يرويه الإنجيل باعتباره لحظة إصغاء عميق، وتابع أن هذا الصمت يشكل للكنيسة فرصة للحوار حول تساؤلات مركبة وللإصغاء إلى صرخة مَن يطلب المساعدة. وأضاف من جهة أخرى أن رد يسوع على المرأة الكنعانية "فليكن لكِ ما تريدين" هو علامة انفتاح ودمج تُظهر الإبداع الإلهي في تجاوز الحواجز وقبول هوية مَن هو مختلف ونظرته.
تحدث من جانبه خلال المؤتمر الصحفي الكاردينال جوزيف ويليام توبين رئيس أساقفة نيوآرك في الولايات المتحدة عما وصفها بالمعايير المنهجية الثلاثة الأبرز التي تقوم عليها أعمال السينودس، ألا وهي الإصغاء والصمت والصلاة. وقال في هذا السياق إن الإصغاء خلال الجمعية العامة الحالية، ومقارنةً بالسابق، يتم بشكل عميق لا فقط على الصعيد الداخلي أو مع هيئات الكنيسة، بل وتُبذل بالفعل الجهود من أجل بلوغ الجميع. وقد قاد هذا، حسبما تابع رئيس الأساقفة، إلى مشاركة أوسع بكثير ما وفر الفرصة لمتابعة سير الأعمال بشكل مختلف والتعمق في المواضيع.
أما البروفيسورة جوزيبينا دي سيموني أستاذة فلسفة الدين ومنسقة التخصص في اللاهوت الأساسي في كلية اللاهوت الحبرية في جنوب إيطاليا فقد وصفت المنهج المميِّز للجلستين الأخيرتين بالثوري، ويشكل هذا المنهج في حد ذاته علامة رجاء حسبما ذكرت. وتوقفت هي أيضا في مداخلتها عند الإصغاء والذي يُسفر عن تأمل جدي وواضح. تحدثت أيضا عن الصمت فقالت إنه يعكس عيش السؤال، حيث لا يتم تقديم إجابات فورية ونهائية بل الانغماس في الأسئلة التي تطرحها البشرية والنابعة من الجراح. أشادت البروفيسورة من جهة أخرى بأن طاولات الجمعية العامة تجمع شعب الله كله والذي بفضله نعيش معنى أن نكون معا. ومن هذا المنطلق فإن اللاهوت أيضا، قالت أستاذة فلسفة الدين، يكتسب حضورا ووزنا هامين وذلك لأنه يَنزل مباشرةً إلى الواقع، إلى النسيج الحي للعلاقات.
وفي مداخلته توقف المطران شين أنطوني ماكينلي أسقف أبرشية ساندهيرست في أستراليا عند الخبرة السينودسية في أبرشيته وفي استراليا وأوقيانيا. وأشار في هذا السياق إلى أن المجلس الكنسي العام في أستراليا قد بدأ مسيرة بضع سنوات قبل السينودس الحالي حيث تم جمع حوالي ٢٥ شخصا ما بين أساقفة وكهنة ورهبان ومؤمنين، وقد تم في تلك المناسبة عيش خبرة التطرق إلى مواضيع متعددة مع لمس مخاوف الأشخاص بشكل ملموس حسبما ذكر. وتابع أنه كان من الأساسي بالنسبة لعمل الكنيسة في تلك المناسبة التطرق إلى ثقافة الكنيسة فيما يتعلق بكيفية مواجهة القضايا، وهذا ما يتم السعي إلى القيام به في السينودس الحالي، قال المطران ماكينلي والذي كان قد انتُخب عضوا في لجنة صياغة الوثيقة الختامية للسينودس. تحدث بالتالي عن السعي إلى توجيه الجماعة الكنسية إلى أسلوب جديد لعمل الأشياء، وأضاف أن هذه هي مسيرة التزام في المسؤولية وفي التمييز تقودنا إلى أن نصل معا إلى قرارات تتمتع بأفضل فعالية ممكنة.
هذا وخلال إجابة المشاركين في المؤتمر الصحفي على الأسئلة تطرق الكاردينال توبين إلى لقائه صباح الخميس قداسة البابا فرنسيس وذلك مع كاردينالَين آخرين من الولايات المتحدة. وتحدث من جهة أخرى عن قضية الانتهاكات وذكَّر بأن بعض الحالات التي وقعت في أبرشيته كانت قد أدت إلى تغيبه عن المشاركة في سينودس سنة ٢٠١٨ والذي كان محوره الشباب. وأعرب في هذا السياق عن قناعته بأن البابا يريد أن يفعل ما هو أفضل بالنسبة للكنيسة وللأشخاص المتضررين. وأكد الكاردينال أن الحلول المقترحة هي من أجل خير الجميع.