المؤتمر الصحفي اليومي حول أعمال السينودس
عُقد بعد ظهر الأربعاء ٩ تشرين الأول أكتوبر في الفاتيكان المؤتمر الصحفي اليومي للتعريف بأهم ما تم التطرق إليه خلال جلسات الجمعية العامة لسينودس الأساقفة. ومن بين ما قوبل بتصفيق كبير خلال أعمال الأمس، حسبما ذكر عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني في المؤتمر الصحفي، مداخلة لأم أعربت عن قلقها أمام التطرق غير الكافي إلى موضوع الابتداء المسيحي للصغار، ما يحتاج بالتالي من وجهة نظرها إلى الحصول إلى مساعدة من أجل تربية الأبناء على الإيمان المسيحي. وتابع السيد روفيني متوقفا عند مواصلة الاهتمام بالنساء في السينودس.
عرَّف المشاركون في المؤتمر الصحفي بعد ذلك بأن مداخلات بعد ظهر الثلاثاء وصباح الأربعاء قد تمحورت حول موضوع التمييز الكنسي، معايير هذا التمييز والمستويات المختلفة للمسؤولية ودور الخدام. وتم التطرق خلال الجلسات بشكل خاص إلى دور العلمانيين وتعاونهم مع الأساقفة والكهنة وإشراكهم في مسيرات اتخاذ القرارات. وتم خلال المداخلات التشديد على أهمية تشجيع التعاون بين الكهنة والعلمانيين وإشراك العلمانيين في الأدوار القيادية. ومن بين ما اقترحه في هذا المجال بعض المشاركين استشارة شعب الله حول صلاحية المرشحين للخدمتين الكهنوتية والأسقفية. وتم التأكيد خلال المداخلات على أن الأسقف هو مَن يحدد إلا أنه في كنيسة سينودسية فإن شعب الله هو من يجب أن يشعر بكونه مسؤولا في الاختيارات وأن يعرف المتطلبات الشخصية والروحية التي يجب أن تتوفر لدى المرشحين. كما وعرَّف المؤتمر الصحفي أيضا باقتراحات قُدمت خلال الجلسات تتعلق بأهمية التأمل بعمق في دور العلمانيين في العمل الرعوي على صعيد الرعايا، وذلك لأن الكثير من العلمانيين الذين يعيشون حياة زوجية وعائلة سليمة يمكنهم أن يلعبوا دورا في الجماعة حسبما يرى بعض المشاركين في السينودس.
أما فيما يتعلق بدور النساء فقد تم التشديد على ضرورة تفادي أيٍّ من أشكال التفرقة على أساس الجنس، هذا إلى جانب الحاجة إلى اعتراف أكبر بإسهام المرأة في مسيرات اتخاذ القرارات. تمت الإشارة أيضا إلى أهمية اعتبار الإصغاء خدمة نسائية بشكل أكبر هي مكملة لخدمة الراعي والشماس ومعلِّم التعليم المسيحي. فالنساء قادرات على الإصغاء، وهن يصغين بشكل مختلف حسبما ذكر بعض المشاركين في جلسات السينودس، ويمكنهن بالتالي أن يَقمن بهذا كخدمة مختلفة تماما عن سر الاعتراف. وتم في هذا السياق اقتراح إشراك أكبر للنساء على الصعيد الدبلوماسي وذلك في عالم منقسم وفي حرب.
وكان الاتصال بالأجيال الجديدة من خلال العمل الرعوي الرقمي من بين المواضيع التي تم التطرق إليها خلال الجلسات حسبما ذُكر في المؤتمر الصحفي. وفي سياق الحديث عن الشباب تمت الإشارة إلى شباب أفريقيا على سبيل المثال والذين يجب أن يكونوا جزءً من التمييز الكنسي حسب البعض، وذلك لأنهم يتوجهون إلى الكنيسة ويتمتعون بالكثير من الموهبة والطاقة والإيمان. وهناك مَن اقترح أن توكل إلى الشباب رعوية الشباب كي يكونوا في حوار مع أترابهم الذين تؤثر عليهم ايديولوجيات من بينها تلكم العدمية على سبيل المثال.
هذا ومن بين ما تطرق إليه المشاركون في الجلسات الأوضاع المأساوية للكثير من الأطفال في العالم، ما بين الإجبار على الزواج في سن مبكرة والدعارة القسرية وكون الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر.
هذا وعرَّف باولو روفيني خلال المؤتمر الصحفي بتذكير المشاركين في جلسات السينودس بحديث البابا فرنسيس عن أن هدف السينودس ليس إصدار وثائق بل إلهام أفعال. وتم التأكيد من جهة أخرى على ضرورة مرافقة ضحايا الاعتداءات والانتهاكات داخل الكنيسة والتي عليها أن تكون قريبة من الضعفاء، ويجب للسلطة أن تكون خدمة. ومن بين ما أكد المشاركون في الجلسات ضرورة منح المركزية مجددا للفقراء بشكل أكبر وذلك أيضا في تكوين الإكليروس، وكذلك ضرورة الحوار بين الكنائس وداخل الكنيسة. كما وعرَّف المؤتمر الصحفي بمداخلة للأسقف جوزيف يانغ من الصين والذي أشاد بالاتفاق الذي وُقع سنة ٢٠١٨ بين الكرسي الرسولي والصين. وتطرق المشاركون في المؤتمر الصحفي إلى مواضيع عديدة من بينها دور الشمامسة الدائمين في الكنيسة ومشاركتهم في السينودس، الابتداء المسيحي وهجر الشباب والمراهقين للجماعات، والروحانية السينودسية والتي تُنقي العلاقات الإنسانية داخل الكنيسة ومع المجتمع.