المرسل الإيطالي في كازاخستان إدواردو كانيتا يتحدث عن التطورات في البلاد
أوضح الأب كانيتا أن سعر المحروقات كان يوازي أربعين سنتاً لليتر الواحد، واليوم تضاعف هذا السعر، في وقت بلغ فيه التضخم أعلى مستوياته. وهذا الوضع حمل الطبقة المتوسطة على التظاهر، خصوصا وأن الفقراء لا يملكون السيارات، ويتساءل الناس عن سبب ارتفاع الأسعار في بلد غني جداً بالموارد الغازية والنفطية. وأوضح أن السبب يعود إلى العقود التي وقعتها الدولة مع الشركات الأجنبية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي ما تزال اليوم سارية المفعول، وتحصل البلاد بموجبها على قسم ضئيل من النفط والغاز المستخرجَين. وأكد أن المواطنين لا يفهمون لماذا يستمر العمل بهذه العقود، ويطالبون بحقهم في مواردهم الطبيعية. واعتبر أنه لا يمكن أن تُحمل الدول الأجنبية المسؤولية لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى إطلاق حملات قومية مناهضة للغرب. تُذكّر وكالة فيديس بأن التظاهرات والصدامات بدأت في عدد من المدن في الخامس من الجاري، لكنها تركّزت في العاصمة المالية ألماتي. وسرعان ما تحولت التظاهرات إلى أعمال عنف، إذ قُتل وجرح العشرات من المواطنين، فيما قضى ثمانية عشر عنصراً من رجال الأمن، واعتُقل ما لا يقل عن ألفي شخص. وأقدم المتظاهرون على احتلال مقار محطات التلفزة والمطارات. وفي وقت وصلت فيه وحدات عسكرية روسية لدعم القوات النظامية، أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني عن الاستمرار في ضمان حقوق ومصالح ممثلي الشعب المتعدد الأعراق والمذاهب، فضلا عن ضمان أمن المواطنين الأجانب، بما في ذلك الدبلوماسيون والصحفيون. في هذا السياق أجرت وكالة فيديس اتصالا هاتفيا مع مدير هيئة كاريتاس المحلية الأب غويدو تريساني، الذي أوضح أن البلاد باتت معزولة نتيجة انقطاع الاتصالات وتوقف خدمات الإنترنت، وبالتالي البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. ولفت الكاهن الإيطالي إلى أن السلطات أعلنت حالة الطوارئ بسبب الاضطرابات التي سُجلت في مختلف أنحاء البلاد. وأكدت مصادر كاريتاس في ألماتي أن العاملين في الهيئة الخيرية الكاثوليكية باتوا عاجزين عن الوصول إلى أماكن العمل نتيجة الاشتباكات المسلحة. |