تواصل ارتفاع النفقات العسكرية في العالم. سيمونشيلي يدعو إلى العمل من أجل خفض التصعيد
أظهر التقرير السنوي أن الإنفاق على التسلح شهد ارتفاعاً ملحوظاً للعام التاسع على التوالي، حيث وصلت النفقات إلى ذروة غير مسبوقة بلغت ألفين وأربعمائة وثلاثة وأربعين مليار دولار، حيث أنفق حلف الناتو لوحده نسبة خمسة وخمسين بالمائة من المبلغ الإجمالي. وأشار التقرير إلى أنه منذ العام ٢٠٠٩ زادت الاستثمارات العسكرية في جميع المناطق الجغرافية في العالم، حيث يتصدر اللائحة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. وتوقف التقرير عند الحرب الدائرة في أوكرانيا التي أدت إلى تخصيص حصص متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري. فيما يتعلق بالشرق الأوسط فقد شهدت المنطقة ارتفاعاً في حجم النفقات العسكرية خلال عقد من الزمن، وصل إلى نسبة تسعة بالمائة، لتتصدر المملكة العربية السعودية القائمة على المستوى الإقليمي، وتليها إسرائيل التي رفعت إنفاقها العسكري خلال الأشهر الماضية بنسبة أربعة وعشرين بالمائة بسبب الحرب الدائرة في غزة. واعتبر التقرير أن هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط خلال عام ٢٠٢٣ تعكس الوضع المتغير بسرعة في المنطقة، من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة إلى اندلاع حرب كبرى في غزة والخوف من نشوب صراع إقليمي. في حديثه لموقعنا الإلكتروني لفت السيد سيمونشيلي إلى أن الإنفاق العسكري زاد بشكل كبير نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا عام ٢٠٢٢ ومع تجدد الأزمة في الشرق الأوسط واعتبر أن حلف الناتو فقد دوره كهيئة تحكم في منطقة شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن المعطيات تدل إلى أن دولاً مثل الصين والهند واليابان وتايوان تعمل على زيادة تسلحها، بينما تظل الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة. بالنسبة للأوضاع الراهنة في القارة الأوروبية قال سيمونشيلي إنه خلال العام ٢٠٢٣ زادت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد نفقاتها العسكرية وقال إن الصراع المسلح الدائر في أوكرانيا يؤدي إلى تفاقم العلاقات الدولية، لافتا إلى أنه لا يوجد – أقله لغاية اليوم – مجال للحوار بين روسيا والدول الغربية، وأضاف أن الطرفين يفكران فقط في زيادة الميزانية العسكرية. وقال إن هذا الأمر يؤدي إلى إعادة إحياء الحرب الباردة التي تتكرر في الألفية الجديدة. واعتبر أنه إزاء المشهد الدولي الراهن اليوم وكي نعود إلى الحديث عن نزع السلاح، لا بد أن نعمل من أجل خفض التصعيد في الصراعات الحالية. وقال إن "التفكير في حل المشاكل الدولية عن طريق القوة هو وهم محض"، وهذا ما يعلمنا إياه التاريخ إذ يتبين لنا أنه في كل مرة حاول فيها الإنسان حل المشاكل بالعنف تُخلق الظروف لاندلاع حروب جديدة ولتأجج أحقاد استمرت لعقود. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد نائب مدير المعهد الدولي لبحوث أرشيف نزع السلاح أن المحاولة التي يجب القيام بها ينبغي أن تهدف إلى خفض التصعيد والتخلي عن الرغبة في حل المشاكل بالأسلحة، بما في ذلك التلويح باللجوء إلى السلاح النووي، كما هددت روسيا، ولا بد أن تُطلق مفاوضات تقود إلى السلام المنشود. |